تقول تقارير وكالات الأنباء أن حلف شمال الأطلسي عجز عن توجيه ضربة قاضية للقذافي رغم تكثيفه لغاراته الجوية على ليبيا في الأسابيع الأخيرة ونشره لطائرات هليكوبتر هجومية لاستهداف القوات التابعة للقذافي في المناطق الحضرية المأهولة بدقة أكبر، كما لم تحسم المعارضة المسلحة الحرب البرية ضد قواته، في وقت تتردد أوروبا والولاياتالمتحدة في وضع خطة شاملة لحقبة ما بعد القذافي لقلقهما من تحمل عبء بناء دولة بعد حملتين باهظتي التكلفة قوبلا برفض شعبي في العراق وأفغانستان، تبحث اليوم مجموعة الاتصال حول ليبيا في اجتماعها بالإمارات العربية سبل دعم المعارضة لوضع حد للحرب وإرغام القذافي على التنحي. وأكدت وكالة “روترز” للأنباء،أن طائرات الناتو الحربية قامت بقصف العاصمة الليبية طرابلس عدة مرات، في جولة قصف جوي جديدة تعد الأعنف منذ أن بدأ ضرباته الجوية في مارس الماضي، ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله “العدو الاستعماري الصليبي يقصف مناطق بشارع الجمهورية وباب العزيزية، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية”. وأكد الناتو أمس أنه لن يرسل قوات برية إلى ليبيا. ويتابع اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا في اجتماعية اليوم في أبوظبي،ما تم التوصل إليه خلال لقاء روما في 5 ماي حيث اتفقت أمريكا وشركاؤها على إنشاء “صندوق خاص” لتوفير مساعدات مالية للثوار الليبيين. ويناقش لقاء الإمارات ضرورة المواصلة في تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973. وينص القرار 1970 يفرض حظرا على السفر وعلى أرصدة أعضاء في نظام القذافي وكذلك حظرا على الأسلحة.أما القرار 1973 فقد أجاز اتخاذ “كل الإجراءات اللازمة” لحماية المدنيين الليبيين بما يشمل ضربات جوية على قوات القذافي البرية وفرض منطقة حظر جوي. وكانت مجموعة الاتصال حول ليبيا التي تضم كل الدول المشاركة في الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضد نظام القذافي، عقدت اول اجتماع لها في قطر المشاركة ايضا في مهمة الأطلسي. وقد كثف حلف شمال الأطلسي ضرباته على ليبيا ويشن غارات يومية على طرابلس لكن تسع دول فقط من أصل الأعضاء ال28 في الحلف تشارك في الضربات. وتتحمل بريطانيا وفرنسا العبء الأكبر مع نشرهما مروحيات مؤخرا للمساهمة أيضا في الضربات. والدول الأخرى هي الولاياتالمتحدة وكندا والنرويج والدنمارك وبلجيكا وإيطاليا، ومن خارج الحلف الإمارات التي أرسلت 12 طائرة حربية للمشاركة في فرض منطقة الحظر الجوي.وهناك دول أخرى مثل اسبانيا وهولندا، والسويد قدمت مقاتلات، لكن دورها محصور بفرض احترام منطقة الحظر الدولي بهدف منع إقلاع المقاتلات التابعة لنظام القذافي. هذا وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث خلال زيارتها، أمس لشرق ليبيا، أن بلادها تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للبلاد.وأضافت للصحفيين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا الذي يسيطر عليه المعارضون “أنا هنا اليوم لأؤكد أن المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي. تقارير بريطانية: بريطانيا تنفق 6 ملايين جنيه إسترليني أسبوعياً على عملياتها كشفت صحيفة ...ديلي ميلî، أن بريطانيا تنفق 6 ملايين جنيه إسترليني في الأسبوع على القنابل والصواريخ في حرب ليبيا.وقالت الصحيفة إن القوات البريطانية استخدمت ما قيمته 66 مليون جنيه إسترليني من الذخائر الموجهة بدقة، بما في ذلك 20 صاروخ توماهوك التي تُطلق من الغواصات ضد كتائب القذافي خلال 11 أسبوعا من القتال. وأضافت أن بريطانيا تنفق أيضاً 285 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع على سكن طواقم سلاحها الجوي، بما في ذلك سكنها في قاعدة جيويا ديل كولي الجوية في جنوب إيطاليا، أي ما مجموعه 3.1 مليون جنيه إسترليني، فضلاً عن 300 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع على وقود الطائرات الحربية، و131 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع على علاوات الجنود، منذ مشاركتها في العمليات الجوية في ليبيا. هذا وذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية،أمس، أن الثوار الليبيين يشعرون بإحباط شديد نتيجة الاستراتيجية الجديدة التي أقرها قادة حلف الناتو في مهمتهم للضغط على القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي. وقالت الصحيفة إن قادة الناتو طالبوا قادة الثوار في مدينة مصراتة بعدم شن هجمات على قوات النظام الليبي شرق المدينة، كما طالبوهم بعدم تعدي بعض “الخطوط الحمراء” وذلك على الرغم من قدرتهم على مواصلة القتال. وأضافت أن الشعور بالإحباط قد تزايد لدى الثوار الليبيين لاعتقادهم بأن قوات القذافي تراجعت واستنفدت طاقاتها في الوقت الذي يطالبهم فيه قادة الناتو بعدم مواصلة القتال ضدها.