ألغيت، أمس، كل رحلات الطيران من وإلى مطار هواري بومدين الدولي، على مستوى الخطوط الداخلية والخارجية، بسبب الحركة الاحتجاجية التي شنها مضيفو الطائرات، رافعين مطالب اجتماعية ومهددين بمواصلة الإضراب وشل حركة الملاحة الجوية إلى غاية الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية. اضطر المئات من المسافرين للانتظار لساعات طويلة، بسبب إلغاء كافة الرحلات الجوية، وانعدام الحد الأدنى من الخدمات باستثناء رحلة واحدة باتجاه مونتريال بكندا، وتكرار الإعلانات بتوقف الملاحة الجوية إلى أجل غير محدد، بالرغم من تطمينات الجزائرية للطيران لزبائنها وشركائها ومستخدميها بأن برنامج المؤسسة سيتواصل بشكل عادي، إلا أن الأمور سارت عكس ما كان متوقعا، بحيث أصر مضيفو الطائرات على الدخول في إضراب مفتوح والامتناع عن تقديم الحد الادنى من الخدمات، إلى غاية الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية. وجدير بالذكر أن العدالة أمرت بإلغاء الإضراب الذي قررته النقابة الوطنية لمستخدمي الطيران التجاري الجزائري، أول أمس، إثر دعوى قضائية رفعتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية ضد أصحاب الإشعار بالإضراب، وذلك بعد فشل المشاورات التي عقدت بين المديرية العامة للخطوط الجوية الجزائرية والشركاء الاجتماعيين، في التكفل بانشغالات الموظفين، حيث يطالب مضيفو الطائرات بتحسين كوادرهم وزيادة رواتبهم الشهرية، حتى تتوافق مع ما يتقاضاه مضيفو الطائرات في الدول الأخرى، خاصة وأن هذه المهنة تخلف الكثير من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والظهر وارتفاع ضغط الدم، مع العلم أن راتبهم يتراوح بين 9 و10 ملايين سنتيم. وحسب ما وقفت عليه “الفجر” خلال زيارة قامت بها إلى مطار هواري بومدين الدولي، أمس، فقد شلت الملاحة الجوية وتم حجز المسافرين لساعات طويلة داخل المطار من دون معرفة أسباب الإضراب أو أي معلومات أخرى. في هذا الصدد، تحدثت “الفجر” مع العديد من المسافرين الذين أبدوا استياءهم الشديد من إضراب المضيفين والمضيفات وتعطيل مصالحهم، حيث أخبرتنا إحدى السيدات والتي كانت برفقة أطفالها أنها قدمت من تلمسان إلى العاصمة من أجل المغادرة إلى فرنسا إلا أن الرحلة ألغيت وهو ما اضطرها للانتظار داخل المطار. التقينا مع 25 عاملا مصريا كان من المفروض أن يسافروا على الساعة التاسعة صباحا إلى القاهرة، إلا أن الإضراب أجل الرحلة إلى أجل غير معلوم، وفي هذا الصدد أخبرونا بأنهم تنقلوا من حاسي مسعود إلى العاصمة، ودامت الرحلة ثلاث أيام وبعد وصولهم إلى المطار على الساعة السادسة صباحا تفاجأوا بإلغاء الرحلة، وأضاف محدثنا “لم يتم إخبارنا بسبب الإضراب ولم يتم توجيهنا إلى أية جهة يمكن الحديث معها ومعرفة متى سيعلق الإضراب ومتى ستكون الرحلة القادمة”، مشيرا إلى أنهم مضطرون للمكوث في المطار. من جهة أخرى، اشتكى المسافرون من عدم تعويضهم عن تذكرة الطائرة بسبب إلغاء الرحلات المبرمجة لنهار أمس. وفي هذا الصدد أخبرتنا إحدى السيدات التي كانت رفقة عائلتها في المطار في انتظار أن يحل المشكل، بأنها بصدد الذهاب إلى فرنسا ولكن تعذر ذلك عليها بسبب الإضراب، والمشكل أنه لم يتم تعويضها عن ثمن التذكرة وطلب منها العودة إلى الوكالة التي سجلت عندها وطلب التعويض هناك، وهو الأمر الذي خلف استياء كبيرا وسط المسافرين. ومن جهتنا اتجهنا إلى المديرية العامة للخطوط الجوية الجزائرية للاستفسار حول الإضراب، وعلمنا بأن المدير العام توجه إلى مطار هواري بومدين من أجل التفاوض مع نقابة العمال حيث المناقشات تواصلت إلى ساعة متأخرة.