المضيفات والمضيفون يشلون حركة المطارات نجحت نقابة ملاحة الطيران التجاري التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، في شل حركة الملاحة الجوية بمطار هواري بومدين الدولي، بحيث أدى الإضراب الذي شنه أمس مضيفي ومضيفات الخطوط الجوية الجزائرية في الغاء اغلب الرحلات الجولة انطلاقا من المطار كما تم تأجيل العديد من الرحلات التي كانت مقررة في الصبيحة، وتجاهلت النقابة القرار الذي أصدرته العدالة أمسية الثلاثاء، والذي اعتبر الإضراب غير شرعي، وأكد المضربون، أن خيار اللجوء إلى الإضراب كان الوحيد بسبب رفض إدارة الشركة الالتفات إلى مطالبهم. تسبب إضراب نقابة ملاحة الطيران التجاري التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، أمس، في إلغاء عدد كبير من الرحلات الجوية التي كانت مقررة في الصبيحة، وذالك رغم تطمينات إدارة الشركة التي كانت قد أشارت في بيان لها أنها تحرص على طمأنة زبائنها و شركائها و مستخدميها بأن برنامج المؤسسة "سيتواصل بشكل عادي". بحيث رفض المضيفات والمضيفون ضمان الخدمة على متن الرحلات الجوية، وتجمعوا داخل المطار مرديين شعارات مطالبة بتلبية مطالبهم الاجتماعية، ورفض أعوان الملاحة التجارية الاستجابة لنداءات مدير الشركة الذي دعاهم إلى وقف الحركة الاحتجاجية وفسح المجال أمام المفاوضات. وقد حاول مسؤولو الشركة التحدث مع ممثلي المضربين الذين كانوا متجمعين داخل المطار، إلا أن محاولاتهم فشلت أمام إصرار النقابة، الحصول على ضمانات بالاستجابة لمطالبهم قبل الحديث عن وقف الإضراب، وقام المحتجون بمنع الرئيس المدير العام للشركة من الحديث إلى المحتجين، فيما أكد احد مسؤولي الشركة، أن الإضراب غير شرعي بحكم القرار القضائي الصادر أمسية الثلاثاء، ودعا المضربين إلى التعقل واستئناف العمل وتمكين زبائن الشركة من التنقل عبر الرحلات الجوية المبرمجة، إلا أن هذه الدعوة لم تجد صدى لها. وقد تسبب الإضراب الذي شنه المضيفون والمضيفات، في إلغاء عدد من الرحلات التي كانت مبرمجة في الصبيحة، باستثناء عدد قليل من الرحلات، منها الرحلة المتوجهة إلى العاصمة الفرنسية والتي أقلعت في حدود التاسعة صباحا، فما تقرر تأجيل رحلات أخرى، كما تم إلغاء اغلب الرحلات المتوجهة إلى عديد العواصم الأوروبية، مخلفا تذمر وسط المسافرين، بسبب غياب ادني معلومات حول الرحلات المقررة أو تلك التي سيتم تأجيلها. وقال احد المسافرين نحو العاصمة الفرنسية، انه لم يتمكن من التوجه إلى باريس رغم ارتباطه بمواعيد هناك وقال "إدارة الشركة لم تشعرنا بأي تأجيل للرحلة رغم أن موعد الإقلاع كان مقرر في حدود منتصف النهار" مضيفا بأن الفوضى التي عرفها المطار حال دون تمكنه من الحصول على معلومات حول الرحلات المبرمجة في نفس اليوم وإمكانية تغيير الموعد. من جانبه قال احد مسؤولي النقابة، بأن خيار الإضراب "كان الخيار الوحيد الذي كان بيد النقابة بعد تعنت إدارة الشركة وإصرارها على تجاهل مطالب النقابة" موضحا بأن النقابة لم تتسلم إلى غاية مساء أمس القرار القضائي الذي يعتبر الإضراب غير شرعي، موضحا بأن أزيد من 500 مضيف ومضيفة على متن الخطوط الجوية الجزائرية، استجابوا لنداء الإضراب مع ضمان حد ادني للخدمة على مستوى بعض الرحلات. وأضاف بأن إدارة الشركة، ورغم كل المحاولات والمساعي التي قامت بها النقابة، رفضت الإعتراف بهم كطرف لتسوية المطالب الاجتماعية التي رفعها المضيفين في الشركة. في مقدمتها رفع الأجور. وتحسين ظروف العمل التي تعرف تدهورا مستمرا، وخاصة المنح المعتمدة من قبل إدارة الشركة والتي لا تتلائم مع المهام الموكلة إلى أعوان هذا السلك، ومن بينها منحة التنقل خارج الوطن، التي لا تزال تحسب بسعر 25 دينارا للساعة الواحدة، مؤكدا أنه لا يوجد أي نظام منح أو علاوات لهذه لفئة الملتحقين حديثا بهذا الفرع. ومن المطالب الأخرى التي ترفعها النقابة ضرورة مراجعة سلم الأجور والتنقيط، مع مراعاة الخبرة وتغير الوقت، وقال مسؤول نقابي، أن أجور جميع عمال الشركة عرفت زيادة في الاشهر الاخيرة، باستثناء أجور عمال الملاحة الجوية التي لم تعرف اي تغيير، وقال المتحدث إن أجور هذه الفئة بالخبرة تفوق عشر سنوات فإنها لا تزيد عن 45 ألف دينار، مع العلم أنهم عادة ما يعملون لساعات تفوق الدوام المتعرف عليه ب 08 ساعات. وكانت إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية، قد اعتبرت في بيان أصدرته الثلاثاء، "الإضراب غير شرعي استنادا إلى قرار العدالة الذي يأمر النقابة بالعدول عن الإضراب". وأكدت الشركة الوطنية للملاحة الجوية التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، أن العدالة أصدرت أمرا "تخطر فيه رسميا" مندوبي النقابة الوطنية لمستخدمي الطيران التجاري الجزائري بإلغاء الإضراب الذي دعت اليه يوم أمس. وعلم في وقت متأخر من مساء أمس أن العمال المضربين استأنفوا العمل بعدما تلقوا ضمانات من الادارة بالنظر في مطالبهم . أنيس نواري