أعدنا العميد إلى مكانته الطبيعية”. بهذه العبارة لأحد صانعي الصعود، اللاعب المميز حمزة ياسف، فضلنا ولوج هذا الملف الخاص بعودة شباب قسنطينة إلى حظيرة الكبار عن جدارة واستحقاق، وبهندسة قسنطينية خالصة للصعود الثامن صعود مستحق، تألق طيلة الموسم وأنصار من ذهب الشيخ سعدان يلهب ملعب “البركان” واحتمال اعتلائه العارضة الفنية “ الذي كان وراءه طاقم مسير وعدد من المدربين من أبناء الفريق سبق لهم أن حملوا ألوانه وهم خزار وبونعاس وسيلام ومدرب الحراس دني، دون أن ننسى المؤازرة المثالية والقوية لأنصار من ذهب. أدى فريق شباب قسنطينة موسما ممتازا بكل المقاييس، ويكفي أنه لم ينهزم إلا في مقابلة واحدة ضد أحد الصاعدين الثلاثة، شباب باتنة في ملعب سفوحي وبهدف يتيم. فريق الشباب الذي يعتبر أحد أقدم النوادي في الجزائر وإفريقيا الذي تأسس قبل أكثر من قرن وقدم للجزائر شهداء وثوار إبان الفترة الكولونيالية، يعود إلى الوطني الأول ليلعب موسمه ال16 وفي رصيده لقب واحد ظفر به سنة 1997 كما هو معلوم ومع الرئيس العائد محمد بوالحبيب. شباب قسنطينة أو “السنافر” كما يحلو للأنصار تسميته، يعتبر ناديا كبيرا أصلا بجمهوره الواسع الذي لا يضاهيه في الجزائر أي جمهور آخر بما فيه جمهور العميد مولودية الجزائر أو وفاق سطيف وهي حقيقة يجب أن نذكرها. يعود شباب قسنطينة إلى حظيرة الكبار هذه المرة بطموحات كبيرة ووعود أكبر بتكوين فريق تنافسي قوي يلعب الأدوار الأول، وهناك حديث لإعادة سيناريو وفاق سطيف في قسنطينة مع “السنافر”، وهو ما أكده الوالي نورالدين بدوي الذي سبق له عندما كان واليا لسنوات بسطيف أن ساهم في صنع أفراح الوفاق، ولقد قالها للصحفيين اليوم بعد نهاية اللقاء الأخير أمام النصرية “سنقدم الدعم الكبير للشباب ولم لا نعيد سيناريو الوفاق هنا في عاصمة الشرق”. ورغم الصعوبات الكبيرة التي لازمت النادي الرياضي القسنطيني منذ انطلاق الموسم بعد الصراعات الداخلية الكبيرة التي أثرت على تحضيرات الفريق، إلا أن روح لاعبي الشباب ودعم الأنصار كان له كلام آخر في تحديد مصير النادي الذي برهن للجميع أن مكانته مع الكبار على جميع الأصعدة. فصعود شباب قسنطينة هذا الموسم لم يأت صدفة، بل جاء نتيجة عمل كبير من طرف إدارة النادي الرياضي القسنطيني الممثلة في الثلاثي محمد بولحبيب، الحاج شني، وياسين فرصادو الذين يستحقون كل التقدير، بعد ما حققوه من نجاح في أول موسم لهم على رأس النادي كان ناجحا على كل الخطوط، ولولا حنكة الرجل القوي في إدارة الفريق محمد بولحبيب لكان الفريق في خبر كان، بعد الصراعات الكبيرة التي نجمت عن اختلاف في الآراء بين أعضاء مجلس الشركة في منتصف الموسم الرياضي والتي كادت أن تعصف بالنادي لولا فطنة ويقظة محمد بولحبيب الذي تمكن من احتواء الوضع وعزل بعض الأعضاء غير الفاعلين من شركة شباب قسنطينة، وهو الأمر الذي جاء بنتائج فورية أثلجت صدور 60 ألف سنفور تنقلوا عشية أول أمس، إلى ملعب حملاوي الذي كان مسرحا لانطلاق احتفالات الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى بعد موسم متعب وشاق بالنسبة للجميع في بيت الشباب.