تصر السلطات السورية على عدم منح وسائل الإعلام العالمية الاعتماد لتمارس مهامها من داخل سوريا، ما يعقد من عملية التحقق من روايات النشطاء والمسؤولين مع استمرار تصاعد موجة الغضب والمواجهات بين معارضي النظام الرئيس السوري بشار الأسد وبين مؤيديه وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، أن مقتل بعض أفراد الأمن يشير إلى أن تنظيم القاعدة ربما كان وراء جانب من العنف في سوريا، بينما تتهم المعارضة الجيش السوري بالقيام بحملة عسكرية لتصفيتهم. قال المعلم إن رد فعل الاتحاد الأوروبي على كلمة الرئيس بشار الأسد، يوم الإثنين الماضي، يظهر أنه يريد زرع الفتنة والفوضى في البلاد. كما طالب المعلم تركيا بإعادة النظر في ردها على الكلمة التي ألقاها الأسد. وأضاف في مؤتمر صحفي في دمشق أن سوريا التي تشهد احتجاجات ضد حكم الأسد منذ نحو ثلاثة أشهر لن تقبل مطالب من الخارج. هذا وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أن دول الاتحاد وسعت العقوبات على سوريا لتشمل أربع شركات مرتبطة بالجيش ومزيدا من الأشخاص على صلة بالحملة العنيفة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ويواجه الرئيس السوري بشار الأسد ضغوطا دولية متزايدة واحتجاجات ضد حكمه رغم الحملة التي يقوم بها الجيش والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 1300 قتيل - وفقا لمنظمات حقوقية - ووعد يوم الاثنين بإصلاحات خلال شهور. لكن المحتجين وزعماء العالم رفضوا وعوده ووصفوها بأنها غير كافية واستمر العنف أمس الثلاثاء حيث قتلت قوات الأمن سبعة أشخاص خلال اشتباكات في مدينتين بين موالين للأسد والمتظاهرين طبقا لما قاله نشط بارز. وجاء العنف بعد تجمعات حاشدة نظمتها السلطات في عدة مدن تأييدا للأسد الذي لم يظهر كثيرا في مناسبات عامة خلال الأشهر الثلاثة التي مضت منذ الانتفاضة التي قامت ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما. وقال الدبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أن بريطانيا وفرنسا أعدتا قائمتين تقترحان إضافة نحو عشرة أشخاص وكيانات إلى من تستهدفهم عقوبات الاتحاد الأوروبي بالفعل لتجميد الأصول وحظر إصدار تأشيرات. وتقترح القائمة البريطانية عقوبات على فردين إيرانيين على الأقل شاركا في تقديم المعدات والدعم لقمع الاحتجاجات في سوريا لكن دولة واحدة من بين 27 دولة في الاتحاد الأوروبي لم تصدق بعد على هذا الاقتراح. ميدانيا تحدث تقارير وكالات الأنباء أمس عن أن المواجهات بين مؤيدي الأسد ومعارضيه لا تزال تعصف بأرواح المزيد من الشعب التونسي، وأشار ناشطون سوريون إلى مقتل 15 شخصاً في حمص ودير الزور في اشتباكات بين موالين للنظام ومناوئين له، وإن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في هجوم شنته قوات الأمن السورية على المدينة الجامعية في دمشق.