صالح العلي في سوريا .. واليمنيون يبحثون عن الشرعية الثورية وتسجل اليمن الجمعة رقم 20 في مسيرة المطالبة بسقوط النظام، بينما عاشت أمس سوريا الجمعة رقم 17، ومطلب المعارضة في كلا الضفتين رحيل النظام. أكدت تقارير وكالات الأنباء العالمية أن وحدات قوات الجيش والأمن السورية كثفت من تواجدها في المدن السورية التي استجاب فيها السكان لدعوة المعارضة لم يثن أسلوب الجيش السوري في قمعه لمسيرات المتظاهرين من الخروج في مظاهرات “جمعة صالح العلي” في إشارة للشيخ صالح العلي، قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي في منطقة الساحل، وجدد المحتجون مطلب ضرورة رحيل النظام السوري رغم ما يعكسه النظام السوري من قناعة متأصلة بأن رحيل الأسد عن رأس الحكم في سوريا في قاموسهم هو ضرب من المستحيل. تصر المعارضة السورية ونظيرتها اليمنية على اعتماد يوم الجمعة من كل أسبوع مرحلة جديدة لتجديد مطلبهم الذي ناهز الخمسة أشهر في اليمن والأربعة أشهر في سوريا، بعد أن دفعت “جمعة إسقاط النظام” في مصر بالرئيس المصري حسني مبارك إلى التنازل عن 32 سنة من الحكم، ولإسقاط النظام السوري، خرج سكان حماة ودمشق وحمص ودرعا واللاذقية في مسيرات وصفتها تقارير تلفزيونية بالحاشدة. ولا تحمل الجمعة الجديدة في سوريا أي مؤشرات على انهيار النظام السوري الذي شدد المجتمع الخناق عليه وكثف من حملات الضغط عليه من أجل الاستجابة لمطالب المعارضة التي تقول تقارير حقوقية إنها دفعت إلى غاية اليوم أزيد من ألفي قتيل سقطوا فداء الحرية التي يطالبون بها. ودون أن تحقق المعارضة نصرا حقيقيا رغم أن المشهد اليمني يحمل أنباء توصف بالسارة للمعارضة اليمنية التي قالت وكالة فرانس براس أمس نقلا عن مسؤول سعودي كبير أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لن يعود أبدا إلى اليمن حتى بعد تماثله للشفاء من الإصابات التي تعرض لها عقب قصف صاروخي استهدف قصره في صنعاء قبل أسبوعين. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب انتشرت على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب وحماة”. ويشن الجيش السوري عملية واسعة النطاق في محافظة ادلب على مقربة من الحدود التركية، بعد أن سيطر على جسر الشغور التي تضم خمسين الف نسمة بهدف وقف حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد النظام السوري برئاسة بشار الاسد. وأدانت الولاياتالمتحدة “اللجوء الفاضح الى العنف” من جانب السلطات السورية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، مطالبة بوضع حد فوري له، في حين أعلنت الخارجية الأمريكية أن إدارة أوباما تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع معارضين يسعون الى التغيير السياسي في بلدهم. ونددت واشنطن بالقمع “المقيت” الذي يشنه الاسد بحق المتظاهرين، مشيرة الى أنها تسعى مع حلفائها الى عزل النظام السوري في الأممالمتحدة. وبدوره دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاسد الى “وقف قتل الناس والدخول في حوار شامل واتخاذ تدابير جريئة قبل فوات الاوان”. كما بدأ الاتحاد الاوروبي الخميس التحضير لتشديد عقوباته على سوريا التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الاسد وأشخاص جدد من محيطه، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. وعلى الحدود التركية السورية، أعلن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن بلاده قررت تقديم مساعدة إنسانية لآلاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية. وقال أوغلو للصحافيين في أنقرة إن هناك أكثر من عشرة آلاف شخص قبالة الحدود التركية خلف الأسلاك الشائكة حاليا، وقد قررت تركيا تقديم المساعدة للسوريين لتأمين حاجاتهم الغذائية العاجلة. وقالت تقارير إعلامية أن السلطات التركية رفضت طلبا سوريا نقله مبعوث الرئيس بشار الأسد، حسن تركماني، بإعادة اللاجئين السوريين في تركيا، وإغلاق الحدود أمام عبور المزيد منهم. وتطرح طبيعة الشعارات التي ترفعها المعارضة السورية كل يوم جمعة مزيدا من المخاوف من أن يتحول المشهد السوري إلى نزاع طائفي خصوصا وأن تكتيكات النظام السوري في الحكم تؤكد على اعتماده لقاعدة “فرق تسد”، وبين شعارات الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية التي يرفعها المتظاهرون تشير فإن هناك شعارات أخرى بإمكانها أن تضع سوريا على محك الفتنة الطائفية مع استمرار تحرش الجيش السوري بالمعارضة. على صعيد المشهد اليمني عادت حشود الملايين من المناوئين للنظام اليمني للتجمهر في العاصمة صنعاء وباقي المدن اليمنية في جمعة أمس ، التي سمّوها ب”جمعة الشرعية الثورية” التي تعد الجمعة الثانية منذ أن غادر الرئيس صالح الى السعودية للعلاج من آثار الجروح التي أصيب بها نتيجة حادثة مسجد النهدين بدار الرئاسة في الثالث من جوان. ووجّه شباب الثورة في صنعاء دعوة إلى المواطنين في العاصمة وفي المحافظات اليمنية الأخرى إلى “الاحتشاد في الساحات والميادين لتوجيه رسالة إلى القوى السياسية في الداخل والخارج مفادها أن شباب الثورة في اليمن ماضون في ثورتهم إلى الأمام وأنها ستحقق كل الأهداف التي تسعى من أجلها وأن أي محاولات تجهض الثورة سيتم إيقافها ولن تتطاول على إرادة الشعب اليمني”. ويأتي ذلك في وقت صعّد فيه الشباب المحتجون في ساحات الاعتصامات من مطالبهم إلى الدعوة لتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد في المرحلة القادمة. ومن المغرب إلى الخليج .. جمعة يصنعها الفايس البوك أيضا في المغرب، تمكنت حركة 20 فيفري التي قادت أزيد من 15 جمعة بين غضب وحرية وإسقاط النظام من تشديد الخناق على ملك المغرب محمد السادس ، لكنها في الوقت ذاته لم تتوقف عن مسيرة الغضب مشيرة الى أن الوعود الحكومية “غير كافية” ودعت إلى مقاطعة اللجنة التي يرأسها المنوني، مؤكدة على ضرورة الإصلاح الشامل من خلال تطوير النظام السياسي نحو ملكية دستورية. وفي الخليج، تحديدا البحرين التي أرادت بعض المؤسسات الإعلامية الكبيرة التي تقود مسيرة الثورات العربية تعتيم المشهد فيها.. البحرين التي انتفض السكان فيها ضد النظام الملكي إلا أن النظام البحريني قرر تحطيم دوار اللؤلؤة لإجهاض ثورة البحرينيين والقضاء على مشهد جمعات الإصرار والغضب فيها، لكن جمعية الوفاق الوطني المعارضة في البحرين حشدت أنصارها عبر الفايس بوك عقب مهرجان خطابي وتتجدد المظاهرات في مناطق متفرقة من البحرين للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية. وحتى في عاصمة الرشيد التي أخلط الغزو الأمريكي لها قبل 8 سنوات جميع الأوراق فيها ويتسلل المشهد العراقي إلى الساحة الإعلامية في خجل تزامنا مع الربيع العربي واستجاب المئات في بغداد، أمس، إلى دعوات النشطاء العراقيين عبر صفحات الفايس بوك للخروج في مسيرات “جمعة إحقاق الحق” للتعبير عن تأييدهم لأحكام الإعدام بمنفذي جريمة “عرس الدجيل” وأخرى معارضة للحكومة تطالب بالإصلاح حذر رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك من تكرار صدامات الاسبوع الماضي بين المتظاهرين. وشهدت ساحة التحرير بوسط بغداد تظاهرة تحت شعار “جمعة إحقاق الحق” مؤيدة أحكام الاعدام التي صدرت امس بحق 15 شخصا من منفذي جريمة عرس الدجيل التي راح ضحيتها 70 شخصا بينهم 22 طفلا وهتفت مشيدة بالقضاء العراقي ومؤيدة لحكومة المالكي ومنددة بحزب البعث المحل. وتظاهرة أخرى بشعار “العراق أولا” نظمها ناشطون يطالبون بالاصلاح السياسي وتوفير الخدمات والقضاء على البطالة وذلك بعد أسبوع واحد من أحداث جمعة القرار الاخيرة حيث تعرض المحتجون العزل إلى الضرب والاعتداء من قبل عناصر أمن بزي مدني انخرطوا في تظاهرة طالبت بإعدام منفذي جريمة عرس الدجيل. الأردن.. من جمعة الإصرار إلى جمعة الكازينو ! وفي الأردن، انتقل عنوان الجمعة فيها من جمعة الإصرار إلى جمعة قرر فيها الشارع الأردني التعبير عن سخطهم من قرار الحكومة دعم بناء كزنو على البحر الميت، في وقت لا يزال فيه الشباب الأردني يعاني من شبح الفقر أمام ارتفاع معدلات البطالة في الأردن واتجه الشارع الأردني للتأكيد على ضرورة تفعيل الإصلاح ومحاربة الفساد. وحسب بيان مشترك صدر عن لجان محافظات الكرك ومعان ومأدبا الجنوبية، تم التأكيد عليه عبر صفحات الفايس بوك، فإن المسيرات السلمية انطلقت أمس عقب صلاة الجمعة شعارها الرئيسي الإصرار على إنجاز الإصلاحات السياسية وتقديم “ناهبي الوطن” إلى القضاء وتشغيل العاطلين من العمل إلى جانب معالجة معضلات الفقر والبطالة والأوضاع الاقتصادية. ودعا شباب أطلقوا على أنفسهم عبر صفحات الفايس بوك “25 شباب آيار” اقترانا بذكرى “الاستقلال الأردني والبناء على إنجازات الآباء والأجداد” إلى منح الفرصة للحوار الفاعل المشتمل على كافة القوى والأحزاب بعيدا عن المظاهرات والاعتصامات والاضرابات المتتالية مع تأكيدهم احترام مطالب أصحابها ووجوب سماعها.