يحمل العدد الأخير من مجلة “شيراز” الإيرانية، التي تصدر باللغة العربية، من طهران، عدّة مواضيع متعلقة بالثقافة والفنون والآداب العربية والإيرانية بما فيها الأدب الجزائري، الذي خصص له القائمون على المجلة عدّة صفحات بغرض تعريف المشهد الثقافي الإيراني بالأدب الجزائري جاء في العدد الأخير وهو العدد الرابع عشر، أنّ الأدبان العربي والفارسي يتفقان في الكثير من المفردات والمصطلحات اللغوية، بل في كثير من الأفكار والموضوعات والأجناس الأدبية، وكما كتب الأديب والكاتب الدكتور غنيمي هلال يوماً قائلاً “الأدب الفارسي هو أكبر الآداب الإسلامية بعد العربية ثم هو أول أدب تلقى التأثير وتوسع فيه، وكان طريقا لنقله إلى الآداب الإسلامية الأخرى”، ويعود مدخل العدد ليؤكد هذه المقولة بكون احتكاك البلدان العربية والإسلامية ببلدان أوروبا وتأثر الأدب العربي والفارسي، بتيارات النهضة العلمية جعلاهم يتعاونون مع الأدب الأوروبي في الأجناس الأدبية الحديثة وتياراته الفنية والفكرية. وقدم القائمون على المجلة التي يشرف عليها المترجم والشاعر والإعلامي البارز، موسى بيدج، في هذا العدد إطلالة على تطور الأدب الجزائري الحديث، قدمها لهم الدكتور وأستاذ الأدب المقارن والترجمة بجامعة العلامة الطباطبائي، صادق خورشا، وقد بدأها بتقديم كتاب “إطلالة على تطور الأدب الجزائري الحديث”، لمؤلفته الدكتورة فاطمة قادري، وهي عضو الهيئة العلمية بقسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بجامعة يزد، وهو يعد أول مؤلف باللغة الفارسية الذي يخص الأدب الجزائري الحديث بشكل مباشر ومنفصل عن بقية آداب البلدان العربية الأخرى. توقفت الكاتبة في الفصل الأول من الكتاب - حسب ما جاء به خورشيا - بالدولة الجزائرية الحديثة إبّان حرب التحرير المباركة، وقدمت تعريفا جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا وتاريخيا وحضاريا وسياسيا وثقافيا عنها، فيما تلا ذلك تقديم نظرة شاملة عن الأدب الجزائري من شعر، ونثر، وغيرها من الآداب التي تميزت في هذه الفترة - أي فترة الاستعمار-، بكون أغلب الأعمال الأدبية كتبت باللغة الفرنسية، حيث تطرقت الباحثة إلى أسباب لجوء الأدباء والكتاب الجزائريين إلى تدوين أعمالهم بلغة المستعمر الذي ظلّ في الجزائر لما يقارب 130 سنة. ومن بين الكتّاب الذين سلطت عليهم الباحثة الضوء نجد، محمد ديب، كاتب ياسين، مالك حداد، آسيا جبار، جان سيناك. وقد تطرّق العدد إلى دراسات في النثر الإيراني الساخر، ونصوص شعرية وقصصية لكتّاب وروائيين إيرانيين قام فريق عمل المجلة على ترجمتها ونقلها إلى العربية. ويتشكّل طاقم تحرير المجلة من موسى بيدج، جمال كاظم، حيدر نجف، سمير أرشدي، صادق خورشا، وقد اختتم العدد بنشر مقاطع من قصيدة الشاعر بوزيد حرز الله الموسومة ب”شيراز”، وهو ذات الاسم الذي تحمله المجلة وابنة الشاعر. يذكر أنّ مجلة “شيراز” تعد من أهم المجلات التي تهتم بالأدب والثقافة والفنون في مختلف أنحاء العالم العربي، حيث يهتم القائمون عليها بتعريف الثقافة العربية للمشهد الإيراني، والعكس صحيح.