نصف عام، هو عمر التجربة العربية مع ربيع التغيير، وتتواصل المظاهرات في مصر رغم رحيل الزعيم المصري المخلوع حسني مبارك، وتدفق أمس الآلاف من المصريين إلى ميدان التحرير يقود خطاهم الشخصيات العامة ورموز الثورة وأسر شهداء ثورة "25 يناير" في جمعة أطلق عليها " جمعة القصاص للشهداء "مرددين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، في إشارة منهم للقمع الذي مارسته وزارة الداخلية الثلاثاء الماضى، والأحداث الدموية التي تعرضوا لها، مطالبين بإقالة منصور العيسوي وزير الداخلية. هكذا بدا المشهد في ميدان التحرير عبر "قناة الجزيرة" تحديدا، التي يصفها المراقبون بأنها الراعي الرسمي للثورات العربية وبامتياز، بعد أن سخرت جميع طاقمها الإعلامي لبث الميدان والساحات وفضاءات التي تحج إليها المعارضة المطالبة بسقوط النظام، داعمة المشهد بتصريحات هي عادة لشهود العيان، بينما أوضحت أن الآلاف من السوريين خرجوا أيضا أمس في عدة مدة أهمها حلب تحت عنوان (جمعة ارحل) للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاحتجاجات شملت ضواحي في العاصمة دمشق وحتى منطقة الحدود مع لبنان والصحراء المتاخمة لحدود العراق، كما حدثت احتجاجات كبرى في أدلب حيث هاجمت الدبابات مجموعة من القرى في التلال القريبة من تركيا وقتلت ثلاثة مدنيين خلال الليل. يمنيا، قاد شباب الثورة اليمنية مظاهرات في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء احتشد لها أزيد من 2 مليون يمني تحت اسم جمعة "الثورة حتى النصر " للتنديد بالتدخلات الخارجية الإقليمية والدولية تجاه ثورة اليمن. وكان شباب ساحة التغيير قد وجهوا دعوة لكل المواطنين في العاصمة صنعاء ومحافظة صنعاء والمحافظات المجاورة للمشاركة في جمعة "الثورة حتى النصر" التي تعتبر الجمعة ال"20"منذ أن بدأت الثورة قبل أربعة أشهر، بينما لم تظهر أي معلومات عن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مما عقد الأمور في اليمن التي يهددها خطر تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة. وأكد الشباب أن خروج الملايين في الساحات والميادين، تأكيداً على مواصلة الثورة والتمسك بأهداف الثورة وعدم التراجع عنها وان الحشد الذي ستشهده جمعة "ثورة حتى النصر" بهدف إيصال رسالة إلى كل القوى الخارجية وبالتحديد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي. وفي المقابل يحشد أنصار الرئيس علي عبد الله صالح غداً لأداء صلاة جمعة "الثبات" في ميدان السبعين تأكيداً على الشرعية الدستورية والتمسك بشرعية الرئيس صالح.