قرر وزير التربية، أبو بكر بن بوزيد، إيفاد لجان تحقيق للولايات الجنوبية التي احتلت مؤخرة الترتيب في نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط، مشددا على اعتماد الصرامة معها بالنظر إلى عدم استكمالها البرنامج الدراسي وأضاف وزير التربية، على هامش الندوة الوطنية جمعته بمدراء التربية قائلا “لو جرى تطبيق مبدأ عتبة الدروس على هذه الولايات فإنها لن تتجاوز الثلاثي الأول، مؤكدا عزمه على استدراك هذه الوضعية، بحيث سيتم إيفاد فريق بيداغوجي خاص بهذه الولايات للسهر على التطبيق الصارم للبرامج، واحترام آجال الدراسة، مشيرا إلى ولايتي إليزي وتندوف على سبيل المثال، وهذا “على الرغم من الإمكانيات التي جرى توفيرها لولايات الجنوب والشمال على حد سواء”. وعن النتائج الهزيلة، التي سجلت في المواد الأساسية حيث بلغ المعدل الوطني في اللغة العربية 11.7 من عشرة و 14.8 بالنسبة للرياضيات فيما لم يتجاوز 16.4 في الفرنسية، قال الوزير إنها يستدعي “مرافقة التلاميذ ذوي المستوى الضعيف في هذه اللغة من خلال تدعيمهم بساعات إضافية خارج أوقات الدراسة”. وتحدث بن بوزيد بالمناسبة عن الإبقاء على عتبة الدروس بالنسبة للموسم المقبل أو عدمه ، حيث قال أنها في يد النقابات داعيا إياها إلى تقديم آرائها بهذا الخصوص مع التأكيد على أنه “لن يتم اتخاذ أي قرار مستقبلا دون إشراك التنظيمات النقابية”. وتطرق الوزير، وبالتفاصيل للبرنامج الدراسي الخاص بالطور الإبتدائي الذي سيشهد تخفيفا في حجمه الساعي ابتداء من الدخول المقبل بحيث “لن يتجاوز 24 ساعة أسبوعيا”، موضحا أنه تم تحديد الفترة الصباحية من الثامنة إلى الحادية عشرة وربع فيما ستكون الفترة المسائية من الساعة الواحدة زوالا إلى غاية الثانية ونصف زوالا. وأكد بن بوزيد أن الابتدائيات لن تغلق بعد هذه الساعة، حيث ستظل مفتوحة إلى غاية الساعة الرابعة مساء، من أجل رفع الحرج عن الأولياء الذين لن يكون في مقدورهم إحضار أبنائهم من المدرسة مساء، حيث سيتم الإبقاء على المؤسسات الإبتدائية مفتوحة إلى غاية الرابعة مساء مع تخصيص هذا الوقت للأنشطة الرياضية أو الثقافية أو مراجعة الدروس أو القراءة التي ستصبح ابتداء من السنة المقبلة “إجبارية” يوضح المسؤول الأول عن القطاع. وعاد الوزير إلى موضوع تسريب أسئلة البكالوريا حيث فندها، وقال أن هذا الأمر “مستحيل الحدوث في الجزائر” بالنظر إلى الإجراءات الأمنية المشددة المرافقة لهذا الإمتحان”، متحديا مروجي هذه الإشاعات تقديم دليل واحد عن حدوث ذلك بنشره سواء على شبكة الأنترنيت أو عبر وسائل الإعلام مؤكدا بأن تسريب أسئلة البكالوريا هو أمر “مستحيل الحدوث في الجزائر” بالنظر إلى الإجراءات الأمنية “الصارمة جدا” التي ترافق تحضير أسئلة هذا الإمتحان وتصحيح أوراقه. وتطرق بن بوزيد إلى الخطوات المتبعة في هذا الإطار بحيث يتم عزل الأساتذة المعنيين بالعملية ومنعهم من استخدام وسائل الإتصال كالهاتف النقال و”حتى في حال تمكن أحدهم من ذلك فإن مكالمته ستسجل مع إيقاف المعني مباشرة”، موضحا أنه للمزيد من الحيطة والحذر فإنه اختار شخصيا عدم الإطلاع على الأسئلة لأنه “في حال حدوث أي تسريب مع وجود الأدلة القاطعة فإنني لن أنكر ذلك، بحيث سيكون من الخطير التغاضي عن هذا الأمر وإلا فسأعتبر متواطئا”.