كذّب وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد، أول أمس الخميس، بالجزائر العاصمة ما روج بخصوص تسريب أسئلة البكالوريا، مؤكدا أن هذا الأمر مستحيل الحدوث في الجزائر بالنظر إلى الإجراءات الأمنية المشددة المرافقة لهذا الامتحان. وفي ندوة وطنية جمعته بمدراء التربية تحدى الوزير مروجي هذه الإشاعات أن يقدموا دليلا واحدا عن حدوث ذلك بنشره سواء على شبكة الإنترنيت أو عبر وسائل الإعلام، مؤكدا بأن تسريب أسئلة البكالوريا هو أمر ''مستحيل الحدوث في الجزائر'' بالنظر إلى الإجراءات الأمنية ''الجد صارمة'' التي ترافق تحضير أسئلة هذا الإمتحان وتصحيح أوراقه. وذكر بالخطوات المتبعة في هذا الإطار بحيث يتم عزل الأساتذة المعنيين بالعملية ومنعهم من استخدام وسائل الاتصال كالهاتف النقال و''حتى في حال تمكن أحدهم من ذلك فإن مكالمته ستسجل مع إيقاف المعني مباشرة'' يقول الوزير. وللمزيد من الحيطة والحذر أوضح السيد بن بوزيد بأنه اختار شخصيا عدم الاطلاع على الأسئلة، مشيرا إلى أنه ''في حال حدوث أي تسريب مع وجود الأدلة القاطعة فإنني لن أنكر ذلك بحيث سيكون من الخطير التغاضي عن هذا الأمر وإلا فسأعتبر متواطئا''. وعلى صعيد آخر قدم السيد بن بوزيد تفاصيل عن البرنامج الدراسي الخاص بالطور الابتدائي الذي سيشهد تخفيفا في حجمه الساعي ابتداء من الدخول المقبل بحيث ''لن يتجاوز 24 ساعة أسبوعيا''. وقد تم تحديد الفترة الصباحية من الثامنة إلى 1511 فيما ستكون الفترة المسائية من الساعة الواحدة زوالا إلى غاية .3014 ومن أجل رفع الحرج عن الأولياء الذين لن يكون بمقدورهم إحضار أبنائهم من المدرسة مساء سيتم الإبقاء على المؤسسات الابتدائية مفتوحة إلى غاية الرابعة مساء مع تخصيص هذا الوقت للأنشطة الرياضية أو الثقافية أو مراجعة الدروس أو القراءة التي ستصبح ابتداء من السنة المقبلة ''إجبارية'' يوضح المسؤول الأول عن القطاع. كما عاد السيد بن بوزيد إلى النتائج المتمخضة عن امتحان الانتقال إلى الطور الإكمالي التي فاقت نسبة النجاح فيها 90 بالمائة في دورته الأولى. وأعرب عن ارتياحه للنتائج المتحصل عليها خلال هذه الدورة في بعض المواد الأساسية، حيث بلغ المعدل الوطني في اللغة العربية 7,11 من عشرة و8,14 بالنسبة للرياضيات، فيما لم يتجاوز 4,16 في الفرنسية وهو ما يستدعي ''مرافقة التلاميذ ذوي المستوى الضعيف في هذه اللغة من خلال تدعيمهم بساعات إضافية خارج أوقات الدراسة''. أما بالنسبة لامتحانات شهادة التعليم المتوسط التي بلغت نسبة النجاح فيها 70,35 بالمائة فقد توقف السيد بن بوزيد عند ولايات الجنوب التي جاءت في مؤخرة الترتيب كإليزي وتندوف وهذا ''على الرغم من الإمكانيات التي تم توفيرها لولايات الجنوب والشمال على حد سواء''. وبعد أن أوضح بأنه ''لو جرى تطبيق مبدأ عتبة الدروس على هذه الولايات فإنها لن تتجاوز الثلاثي الأول'' أكد الوزير عزمه على استدراك هذه الوضعية بحيث سيتم إيفاد فريق بيداغوجي خاص لهذه الولايات للسهر على التطبيق الصارم للبرامج واحترام آجال الدراسة. وبخصوص الإبقاء على عتبة الدروس بالنسبة للموسم المقبل أو عدمه دعا السيد بن بوزيد النقابات إلى تقديم آرائهم بهذا الخصوص مع التأكيد على أنه ''لن يتم اتخاذ أي قرار مستقبلا دون إشراك التنظيمات النقابية''.