كثير من الناس يقضي عمره يجمع المعاصي والسيئات، ومع ذلك يتعلّق بحبال الأماني، وعنده أمل في أن يدخل الجنة بغير حساب، أو لا تمسه النار إلا أيامًا معدودة. وتجد هؤلاء يتعلّقون بأن الله عز وجل غفور رحيم، وأنه يتجاوز عن السيئات ويعفو ويصفح ويغفر، وينسون أن الله عز وجل كما أنه غفور رحيم لمن تاب وأناب، فهو سبحانه وتعالى منتقم جبّار لمن عصى واستكبر. وقد قال عز وجل في سورة الحجر: “نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ وأَنَّ عَذَابِي هُوَ العَذَابُ الأَلِيمُ”. التوكل الحقيقي قصة وخلق لقي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ناسًا من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكِّلون. قال: بل أنتم المُتواكلون، إنما المتوكِّل الذي يُلقي حبة في الأرض، ويتوكّل على الله تعالى. فالتوكل الحقيقي أن يأخذ العبد بأسباب النجاح في كل عمل، ويترك النتائج على الله، كالزارع الذي يضع حبة في الأرض، ويتعهدها بالرعاية والسقاية، ثم يترك أمره لله، فهو - سبحانه - الذي ينبت الزرع، ويخرج الحب. من أقوال السلف في ذم الغيبة ^ كان عمرو بن العاص يسير مع أصحابه فمر على بغل ميت قد انتفخ، فقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير من أن يأكل لحم مسلم. وعن عدي بن حاتم : الغيبة مرعى اللّئام. وعن كعب الأحبار: الغيبة تُحبط العمل. ويقول الحسن البصري: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم. قال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد من الدّين، الدّين يُقضى، والغيبة لا تُقضى. وقال سفيان الثوري: إيّاك والغيبة، إيّاك والوقوع في الناس فيهلك دينك. وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال: إيّاك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس.