استسلمت فرنسا إلى رغبة العقيد الليبي معمر القذافي بالبقاء في ليبيا وعدم مغادرتها، وأكد ألان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، أمس، أن بلاده توافق على بقاء القذافي في ليبيا مشيرا في محاولة جديدة فيما يبدو للتوصل إلى حل سياسي للصراع إلى أن ذلك مرتبط بتخليه عن السلطة تأتي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بعد حملة من الجهود الدولية لإقناع القذافي بمغادرة ليبيا لإنهاء الأزمة الليبية التي دخلت شهرها السادس، وبات من المؤكد أن القذافي لن يغادر ليبيا ”أبدا”، لا حيا ولا ميتا. فحتى جهود المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال ”رمزية” في حق العقيد القذافي، لن تقدم شيئا في اتجاه إرغام القذافي على الرحيل عن ليبيا، خصوصا وأن ليبيا ليست من الدول الموقعة مع المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى أن المعارضة الليبية الممثلة في المجلس الانتقالي الليبي بزعامة مصطفى عبد الجليل، أبدت ليونة كبيرة في مسألة رحيل القذافي. وفيما يتعلق بمفاوضات محتملة مع القذافي، قال جوبيه إنه لا توجد محادثات جارية في الوقت الراهن في باريس مع أي من ممثليه وأن ممثلا للأمم المتحدة مكلف الآن بتنسيق مثل هذه الاتصالات، وقال جوبيه ”نريد أن نحافظ على صلات وثيقة معهم ونرى كيف يمكن أن نساعدهم”. واستطرد جوبيه ”المسألة الآن ليست ما إذا كان القذافي سيرحل، بل متى وكيف؟” وأضاف ”هناك جانب عسكري وآخر سياسي أيهما يحقق تقدما... والاتصالات لم تحقق نتائج بعد”.وعن موقف المعارضة الليبية من ملف رحيل القذافي عن ليبيا، قال جوبيه: ”أحد السيناريوهات المتصورة فعلا هو أن يبقى في ليبيا بشرط واحد أكرره.. أن يتنحى بشكل واضح عن الحياة السياسية الليبية”. وأضاف: ”وقف إطلاق النار يعتمد على تعهد القذافي بوضوح وبشكل رسمي بالتخلي عن دوره العسكري والمدني”. هذا وأكدت وكالة ”رويترز” للأنباء، أن عضوين من المجلس الوطني الانتقالي التقيا أمس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس لمناقشة مستجدات الأوضاع في ليبيا. وأبدى القذافي منذ اندلاع الأزمة في ليبيا ”صرامة حادة” تجاه مسألة رحيله عن ليبيا، ولم يتوقف القذافي عن وصف أصحاب الدعوات الدولية المطالبة برحليه بأنهم ”واهمون”، كما جاء في خطابه الأول الشهير بعبارة ”زنڤة زنڤة” وخطاباته المتوالية الصوتية منها والمرئية. وأكد القذافي في آخر رسالة مسجلة بثت السبت أنه لن يرحل أبدا عن أرض أجداده، مشيرا إلى أنه لن يستسلم أمام غارات حلف شمال الأطلسي وأن شعبه سيستعيد المواقع التي احتلها المتمردون. وقال القذافي في خطاب بثته مكبرات الصوت على أنصاره الذين تجمعوا في العزيزية على بعد 50 كيلومترا من طرابلس ”ملايين الليبيين معي، نحن في أرضنا وسنقاتل حتى آخر قطرة من دمنا دفاعا عن شرفنا ونفطنا وثرواتنا”. وأضاف ”هذه الحرب فرضت علينا، وخيارنا الوحيد هو أن نقاتل، رجالا ونساء وأطفالا، بسلاح أو من دون سلاح لتحرير بنغازي ومصراتة” والجبال الواقعة جنوب غرب العاصمة، وكلها مناطق يسيطر عليها الثوار.