تشهد محطات النقل البري للمسافرين بأغلب بلديات بومرداس، اكتظاظا غير مسبوق، بسبب توافد عدد هائل من المسافرين إليها، خصوصا من ولاية تيزي وزو التي يشهد قطاع النقل الخاص فيها إضرابا منذ ما يربو عن شهر. وأمام العدد الهائل من المسافرين الذين يضطرون إلى التنقل إلى مدن بومرداس على غرار الناصرية، برج منايل، يسر والثنية، يجد أصحاب عربات نقل المسافرين في هذه المناطق أنفسهم مجبرين على تحمّل تبعات إضراب الناقلين بتيزي وزو، حيث يتدافع المسافرون على وسائل النقل قبل دخولها إلى المحطات، وفي أحيان كثيرة يضطر أصحاب هذه العربات إلى حمل عدد من المسافرين أكثر ما يسمح به القانون. وفي سياق متصل، استغل الناقلون غير الشرعيين "الكلوندستان" وأصحاب سيارات الأجرة الأزمة، حيث يعمدون إلى نقل المسافرين بأسعار أقل ما يقل عنها إنها خيالية، حيث تراوحت تسعيرة التنقل من يسر إلى تيزي وزو، على سبيل المثال لا الحصر، من 200 إلى 300 دينار، بعدما كانت في وقت سابق لا تتعدى 60 دينار، كما أن بعض المسافرين يجبرون على المكوث في محطات النقل إلى وقت متأخر، في انتظار وسيلة نقل توصلهم إلى بيوتهم، وهو ما يهدّد سلامتهم كون تلك المحطات تتحول في الليل إلى الملاذ المفضل للسكارى ومتعاطي المخدرات، الأمر الذي يعرّض حياتهم للخطر. ووصف بعض المسافرين ل"الفجر" الوضعية ب"الكارثية"، بسبب أن الأزمة قد تطول نتيجة تهديد الناقلين الخواص عبر 9 ولايات بالدخول في إضراب عن العمل لمساندة زملائهم في المهنة بتيزي وزو.