بعد مرور 13 سنة على اقتراح مشروع إنجاز محطة برية جديدة بولاية تيزي وزو، أصبح الحلم الذي كان يراود السكان طيلة هذه المدة واقعيا، حيث ينتظر أن تتدعم ولاية تيزي وزو بمحطة لنقل المسافرين قادرة على استيعاب العدد الهائل من المسافرين والحافلات الذي يقصدها يوميا، حيث يجد المسافرون بهذه الولاية، وكذا قاصدي المدينة من مختلف ولايات الوطن، صعوبة في التنقل، إذ بات من الضروري إنجاز محطة جديدة وبديلة تستجيب لحركة النقل، حيث أصبحت المحطة البرية الحالية غير قادرة وعاجزة عن توفير شروط حركة النقل، مما ولد حالة من الفوضى بالرغم من مجهودات مسؤولي المحطة ومديرية النقل للتحكم في الوضع وضمان تنظيمه، إلا أنه أصبح من الصعب تسييره وتحسينه أمام التوافد الكبير الذي تعرفه المحطة من الفترة الصباحية إلى غاية غلق أبوابها. وحسب ما أكده السيد كمال رزيق، فإن هذا المشروع هام بالنسبة للسكان خاصة والولاية عامة، على اعتبار أنه يعد من بين أهم المشاريع التنموية التي حظي بها قطاع النقل بالولاية، والذي حرصت مديرية النقل على إنجازه في أرض الواقع، كما أنه يعتبر أهم مكسب حققته الولاية بالنظر إلى المدة التي تم اقتراح فكرة تدعيم ولاية تيزي وزو بمحطة برية جديدة، حيث ينتظر حسب السيد رزيق استلام المحطة خلال السداسي الأول لسنة 2010، خاصة بعد تسجيل تقدم أشغال الإنجاز ب 90 بالمائة، إذ تبقى بعض الروتوشات لتكون جاهزة لاستقبال المسافرين. وعبر العديد من المواطنين والمسافرين القادمين من مدن الولاية أو الولايات المجاورة، عن استيائهم من طول الانتظار بالمحطة التي تعاني المساحات المخصصة للانتظار من الضيق، كما أنهم يعانون من غياب قاعات الانتظار، حيث يضطرون إلى الانتظار بالأرصفة سواء كان الجو باردا أو حارا، الأمر الذي زاد من تذمرهم، خاصة في بعض الحالات التي تتطلب توفير أدنى شروط النقل، خاصة بالنسبة للمرضى، الحوامل والمعاقين وغيرها من الفئات التي تتطلب تهيئة وتوفير الأجواء الملائمة التي من شأنها أن تضمن راحة المسافرين، لاسيما هذه الشريحة الحساسة، ثم زاد ضيق المساحة من حدة المشكلة، حيث أدى إلى الازدحام والاكتظاظ بالأرصفة، كما لم يخف ناقلو المسافرين من جهتهم، امتعاضهم وتذمرهم من هذه الوضعية التي لازمتهم لعدة سنوات والتي تعرف تدنيا وتدهورا شيئا فشيئا، خاصة أمام ارتفاع عدد المتوافدين على المحطة من خلال فتح خطوط جديدة للنقل ما بين الدوائر والولايات، والذي ترتب عنه ضيق في المساحة المخصصة لمواقف للحافلات، رغم وضع مسؤولي المحطة جدول توقف أو برنامج ينظم أوقات دخول وخروج الحافلات من المحطة بغرض التقليل من حدة الازدحام، حيث أعرب كل من المسافرين وأصحاب الحافلات عن فرحتهم بمبادرة المسؤولين بقطاع النقل بالولاية إلى تحقيق حلمهم و انجاز محطة جديدة التي اختيرت لها قطعة أرضية واقعة بكاف النعجة. وقد جاء قرار المسؤولين بمديرية النقل لولاية تيزي وزو، إعادة بعث مشروع إنجاز محطة جديدة في الوقت المناسب، حيث وبالرغم من التحسن المسجل والذي شهدته حافلات نقل المسافرين بتوفرها على الشروط الملائمة التي تضمن تنقل المواطنين من منطقة إلى أخرى في ظروف جيدة، بما في ذلك تدعيمها بمكيفات هوائية مقارنة بالحافلات القديمة التي تتعرض لتعطلات مستمرة بسبب قدمها، وكذا عدم توفرها على أدنى شروط السلامة، حيث برمجت مشروع إنجاز محطة الذي كان وفي كل مرة يصادف مشكل نقص العقار وغياب أرضية ملائمة لاحتضانه، وكان في كل مرة يقع الاختيار على أرضية ويشرع في انجاز الدراسات عليها سرعان ما تظهر صعوبات ومشاكل لا تنتهي ليتم تأجيل المشروع إلى موعد لاحق، وأخيرا تم تحقيق هذا الحلم الذي لم يكن سكان الولاية يوما يؤمنون أن يتحقق أمام جملة العقبات التي صادفها. للإشارة، يرتقب أن تتدعم المحطة البرية الجديدة بعدة مشاريع تنموية أخرى، حيث ينتظر أن يتم ربطها بمشروع النقل بالعربات المعلقة بالسلك الكهربائي أو التليفيريك، حيث ينتظر ومباشرة بعد استلام مشروع المحطة الشروع في أشغال ربط أعالي أرجونة بمدينة تيزي وزو، كما برمجت مديرية النقل أشغال ربط المحطة البرية بخط السكة الحديدية ليتمكن المسافرون بتيزي وزو سواء بين المناطق المجاورة أو ما بين الولاية والولايات الأخرى، وبعد إنهاء كل المشاريع المبرمجة بالولاية، اختيار الوسيلة التي تريحهم أكثر للتنقل على متنها. كما يرتقب أن يشرع مسؤولو قطاع النقل بالولاية في إعداد مخطط النقل من أجل تنظيم حركة النقل بمدينة تيزي وزو التي تعاني الاختناق والفوضى لتتنفس، حيث يجد قاصدها صعوبة في الوصول في الوقت أمام الطوابير الكبيرة للسيارات التي تتوافد عليها من مناطق مختلفة.