عاد، خلال الأيام الجارية، سكان ولاية أم البواقي مكرهين إلى العصور الغابرة للتزود بقطرات من الماء الشروب، بفعل التذبذب الحاصل في التزود بالمادة الحيوية وكذا التسربات الكثيرة التي تحدث من حين لآخر في مناطق متفرقة خلّفت الانقطاعات المتكررة للماء الشروب احتجاجات تتفرق من منطقة لأخرى، على غرار ما حصل بحي "لاصاص" القديم بمدينة عين كرشة، إذ تجمهرت العائلات أمام مقر البلدية مطالبة رئيس البلدية ومصالح الجزائرية للمياه، بالتدخل وانتشال أفرادها من رحم الجفاف الذي يصارعون المعاناة داخله، وهو ما دفعهم للاستنجاد بالطرق والوسائل التقليدية لقضاء حوائجهم. وبوسط المدينة نفسها، ناشد سكان حي الشباب وسكان القرية السلطات المحلية وكذا مصالح الجزائرية للمياه التدخل قصد وضع حد لظاهرة السرقات غير المنظمة والعشوائية التي طالت الشبكة الرئيسية التي تمدهم بالمادة الحيوية، وذلك بفعل قيام عديد الفلاحين بسرقة المياه وتوجيهها نحو محاصيلهم وبساتينهم في مشهد أدخل السكان في أزمة حادة للتزود بالمياه. وبعاصمة الولاية أم البواقي عرفت أغلب العمارات ظاهرة جديدة تمثلت في كون المياه الشروب لا تصعد للطوابق العليا لسكناتهم، ويظهر ذلك جليا في أعقاب احتجاجات السكان القاطنين بأحياء 1500 سكن مصطفى بن بولعيد وحي 217 سكنا وكذا حي 400 سكن إلى جانب الحي السكني المحاذي لطريق قليف، وهي القضية التي دفعت بسكان الأحياء المعنية إلى جلب الصهاريج وغيرها والمطالبة بتدخل السلطات لحل الوضعية التي زادت من حدة معاناتهم التي تزامنت والحرارة القياسية التي تعرفها المنطقة. الاحتجاجات امتدت لتصل حتى عين مليلة على مستوى حي 75 سكنا الذي تفاوتت فيه أيام التذبذب ووصلت حتى 25 يوما متواصلة. وبعين كرشة كذلك احتج القاطنون بحيي 202 و300 سكن بفعل الأزمة الحاصلة للتزود بالمادة الحيوية، إضافة إلى انقطاع المياه الشروب لأسابيع في كل من حي 500 سكن و750 سكن بعين فكرون.