أصبح مستعملو وسائل النقل الخاص يعيشون يومياتهم بين خطر الاحتراق والإصابات في حوادث مرور مميتة، بسبب قدم حظيرة النقل العمومي، حيث يعاني المتنقلون من وضع لا يحسدون عليه بسبب انعدام ظروف الراحة، الاكتظاظ، التلوث وانعدام النظافة، إلى جانب إمكانية التعرض لحادث قد يكون أليما، في حال حصول عطب تقني أو شرارة كهربائية تولد حريقا في حافلات أكل الدهر عليها وشرب نجاة 80 راكبا وإصابة 4 أعوان من الحماية المدنية في احتراق حافلة بالعاصمة نجا، صبيحة أمس، أكثر من 80 راكبا في حادث احتراق خطير تعرضت له إحدى حافلات النقل ملك لأحد الخواص بالطريق السريع المؤدي إلى محطة أول ماي، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية التي وصلت في اللحظات الأولى لاندلاع الحريق، غير أن انفجار خزان الوقود تسبب في إصابة 4 أعوان من الحماية المدنية بحروق بليغة استدعت نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفى “الدويرة” في حين نقل السائق على إثر الصدمة التي تعرض لها إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي. تعود وقائع الحادث إلى الساعة الثامنة والنصف صباحا، عندما حدثت شرارة بمحرك حافلة لنقل المسافرين تابعة للخواص كانت متوجهة من عين طاية إلى محطة أول ماي وكانت تقل أكثر من 80 راكبا - حسب شهادة عون حماية مدنية - الذين تواجدوا بالمكان مباشرة بعد اندلاع الحريق، الذي بدت علاماته على بعد كيلومترين، بالضبط عندما حدثت الشرارة وواصل سائق الحافلة السير إلى غاية الموقف، حيث بدأ الدخان يتصاعد وأجبر هذا الأخير ومساعده على إنزال الركاب من الحافلة. وحسب شهادة مساعد السائق، فإن هذا الأخير اعتبر الشرارة التي حدثت على بعد كيلومترين أمرا عاديا ما جعله يواصل سيره إلى غاية الجسر، لكنه تفاجأ بالدخان يتصاعد بشكل سريع وقبل أن تحترق الحافلة عن آخرها نزل الركاب وقفز السائق ومساعده، في حين احترقت الجهة الخلفية وبقي الجزء الأمامي يحترق بشكل بطيء، ولو كان فيها المسافرين -حسب أعوان الحماية المدنية - لحدثت كارثة خاصة وأن الحافلة كانت تحمل أكثر من العدد المرخص لها غير أن السؤال الذي يطرح نفسه كيف رخصت الهيئات المعنية السير لحافلات قديمة غير صالحة للاستعمال. وحسب شهادة عاملات في إدارة الجمارك المتواجدة أمام مكان الحادث، فإن المكان يشهد وباستمرار تعطل هذا النوع من الحافلات والتي عادة ما يجبر فيها السائق على إنزال الركاب إلى أن يصلح العطب، غير أن حادثة أمس حدثت بشكل فجائي استدعى التدخل الفوري لأعوان الحماية المدنية الذين سارعوا لإخماد النار في الجهة الخلفية للحافلة غير أن انفجار خزان الوقود تسبب في التهاب النار في عونين من الحماية المدنية، الأمر الذي أجبر نقيبا بالجمارك للتدخل من أجل إنقاذ أحدهما في حين تدخل عدد من الركاب لإنقاذ العون الثاني، غير أن اندلاع ألسنة النيران أدى إلى إصابتهما بحروق بليغة استدعت نقلهما على وجه السرعة إلى عيادة باستور ومن ثم إلى مستشفى الدويرة، في حين واصل البقية إخماد النيران وإخلاء مخلفات الحريق من أجل تسهيل عملية السير على السيارات التي ظلت محاصرة في المكان لأزيد من ساعتين. وقال أحد المسافرين في ذات السياق إن الحادث وقع بشكل غريب أثار تساؤل الركاب خاصة عندما يتعلق الأمر بشرارة بسيطة تحولت إلى حريق مروع كاد يودي بحياتهم، لولا تدخل السائق ومساعده لإنزال الركاب، الذين أكدوا أن غياب الراقابة وراء الحوادث الأخيرة التي شهدتها حافلات نقل الخواص مؤخرا. من جهته أكد المكلف بالإعلام بالمديرية الولائية للحماية المدنية، سفيان بختي، في تصريح ل”الفجر” أن الحافلة احترقت في حدود الساعة ال8 والنصف بالضبط في الطريق المؤدي إلى محطة أول ماي لأسباب لم تتضح بعد، غير أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحريق الذي لم يخلف لحسن الحظ ضحايا في الأرواح ماعدا إصابة أربعة أعوان من الحماية المدنية من بينهم اثنان بحروق بليغة استدعت نقلهم إلى مستشفى الدويرة. الجدير بالذكر أن الحادثة ليست الأولى التي تحترق فيها حافلة من هذا النوع، على اعتبار أن نفس الطريق شهد أول أمس في حدود ال10 صباحا احتراق حافلة لأسباب تقنية، وهو ما حدث كذلك منذ حوالي شهر بالطريق السريع الرابط بين بن عكنون والدار البيضاء عند الجسر المؤدي للمستشفى العسكري عين النعجة عندما سقطت حافلة لنقل المسافرين لأسباب تقنية من جهة، وقدم الحافلة من جهة أخرى، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى تستمر سياسة غض البصر والى متى يتم التلاعب بأرواح الأبرياء، وما مدى تطبيق القانون المتعلق بالقضاء على الحافلات القديمة وتقديم الدعم لناقلي الخواص من أجل القضاء نهائيا على الحافلات القديمة بالعاصمة.