يترقب المصريون اليوم تفاصيل محاكمة الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وسط تشكيك بعض المراقبين في إمكانية قيام وزارة الداخلية المصرية بإلزام مبارك بالحضور إلى أولى جلسات محاكمته في قاعة محاضرات أكاديمية الشرطة بالعاصمة المصرية القاهرة كما أكد ذلك اللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية وصرح العيسوي أنه يتفق تمامًا مع حضور مبارك لجلسة محاكمته لتجنب أي احتقان شعبي، فيما كشفت مصادر أن قفص الاتهام المعد داخل قاعة المحاكمة تم تخصيص مكان فيه ليكون بمثابة سرير لإيداع مبارك داخلَه، مشيرا إلى الخطة النهائية لتأمين محاكمة الرئيس مبارك ونجليه سيشارك في تأمينها أزيد من 8000 جندي وضابط يدعمهم 200 ضابط وجندي من القوات المسلحة، حسب ما أشار إليه عيسوي، كما أكد أن هناك تنسيقا مع القوات المسلحة لنقل مبارك في طائرة عسكرية، وأن الطائرة ستهبط داخل الأكاديمية في مهبط الطائرات. ويرى المشككون في إمكانية إلزام مبارك بالحضور أن هناك ثلاثة سيناريوهات ستمنع تحقق ذلك، خاصة وأن الرئيس المصري المخلوع يتواجد حاليا في مستشفى شرم الشيخ للعلاج من عدة أمراض تضاربت الأنباء حول طبيعتها، وقد يفشل "تقرير صحي غدا " مخطط محاكمة مبارك علنيا، سيما وأن آخر التقارير الطبية حول صحة مبارك أشارت إلى استقرار حذر في صحته المتعبة هذه المرة بإضراب مبارك عن الطعام منذ ثلاثة أيام. وسيكتفي محامو مبارك بتقديم كشف عن تدهور مفاجئ لحالته الصحية، كما أن الجهات القضائية المصرية أكدت أن مبارك لن يدخل أبدا إلى قفص الاتهام بسريره العلاجي. ومن بين الأسباب التي يعتقد "المتشائمون" حول إمكانية حضور مبارك هو لجوء محاميه إلى حجة أن التأمين الأمني غير كاف، سيما مع استمرار موجة الاحتجاجات في ميدان مصر وإعلان المجلس العسكري المصري أمس إلقاءه القبض على أزيد من 111 من "البلطجية " و هو ما يعكس عدم استقرار الأوضاع الأمنية في القاهرة بشكل كامل يضمن عدم تعرض مبارك إلى الاغتيال أو لأي أذى رغم الاستعدادات الأمنية المكثفة، إلا أن "الخدعة الأمنية" تظل مطروحة وبقوة كحجة لتجنيب مبارك "عار" المواجهة العلنية أمام المحكمة وعدسات التلفزيون المصري الذي صرح له بنقل تفاصيل المحاكمة. ويتحدث شق آخر من المشككين في جدوى وزارة الداخلية المصرية إحضار مبارك إلى المحاكمة ، في أن يفشل ذلك "قيادات متورطة في نظام مبارك " ومقربين منه عندما كان بالسلطة، ويقال إنهم يخشون ما قد يكشفه عنهم أثناء المحاكمة خاصة وأن وزارة الداخلية هيأت بالتعاون مع المقاولين العرب قاعة المحاكمة من الداخل ولكنها أهملت إعداد "مدرج لطائرة الهيلوكبتر" التي من المقرر أن تحط بمبارك في أكاديمية الشرطة وسط حشود الآلاف من أبناء الشعب المصري المتلهف لمشاهدة مبارك وهو يتجه نحو محاكمته. جدير بالذكر أن محاكمة اليوم ستشمل أيضا محاكمة كلا من علاء وجمال، نجلي الرئيس المخلوع، إضافة إلى وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، ورجل الأعمال الهارب الذي كان مقربا منه، حسين سالم، وستة من كبار ضباط الشرطة الملزمين جميعا بالحضور إلى جلسات المحاكمة.