يقف الرئيس المصري حسني مبارك أمام هيئة محكمة جنايات القاهرة، في أولى جلسات محاكمته التي ستقام بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، ليكون أول رئيس عربي يحاكم، بعد أن أسقط من قبل شعبه بعد ثورة شعبية سلمية قادها شباب. سيواجه مبارك اليوم تهمة قتل الثوار الذين تجاوز عددهم ال1000 قتيل أو يزيد، ويشاركه التهمة حبيب العادلي وزير الداخلية السابق وإطارات في الشرطة. وزنزانة مبارك التي أعدت في 3 أيام وتجاوزت تكلفتها النصف مليون جنيه، تفقدها وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي قبل استقبالها لمبارك بساعات. وأكد خلال جولته أن مبارك سيحضر للمحاكمة حتى لا يغضب الشعب المصري. وكما كانت هناك إجراءات وترتيبات تجري على قدم وساق لأي مكان يزوره مبارك حينما كان رئيسا، فإن الأمر لا يختلف كثيرا، وهو مذنب ومتهم في جريمة تصل عقوبتها للإعدام. وعلى بعد ما يزيد عن 80 كيلومترا من قلب العاصمة المصرية ستجري المحاكمة، حيث وضعت خطة تأمينية واسعة تشارك فيها الشرطة والقوات المسلحة، مدعمة بكاميرات مراقبة ممتدة على مسافة نصف كيلومتر من الأكاديمية، وتواكبه فرق حراسة أمنية وطبية من شرم الشيخ إلى القاهرة، ثم إلى محبسه. ومن جانبه قال اللواء محمد نجيب عيسى، مدير أمن جنوبسيناء، أن مبارك تسلم قرار الإخطار بالحضور للمحكمة، أمس الثلاثاء، وذلك بعدما رفض التوقيع في بداية الأمر. من جانبه صرح مصدر طبي مسؤول بمستشفى شرم الشيخ الدولي بأن مبارك ظل طريح الفراش أثناء تسليم مدير الأمن إخطار محاكمته، وأن زوجته سوزان ثابت كانت برفقته وحفيده عمر. وأشار المصدر إلى أن صحة الرئيس السابق مستقرة نسبيا، فيما تتراجع حالته النفسية كلما اقترب موعد محاكمته. وفي السياق نفسه، أعلن الدكتور عمرو حلمي، وزير الصحة والسكان، أن دور وزارة الصحة في تأمين عملية نقل الرئيس السابق حسنى مبارك إلى المحكمة، هو توفير الأطباء والمتخصصين لمرافقته أثناء عملية النقل، وتنفيذ ما تكلف به الوزارة من قبل النائب العام أو وزارة الصحة. وأضاف حلمي أن الوزارة أعدت خطة للطوارئ لتأمين المحاكمة التي ستجرى في أكاديمية الشرطة اليوم، وسيتم إرسال عدد من سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة المزودة بفرق المسعفين والفرق الطبية، تحسبا لأي طوارئ قد تحدث أثناء المحاكمة. ومن المتوقع أن يحضر الآلاف خارج قاعة المحكمة لمتابعة هذا الحدث التاريخي، بعدما منعت وزارة الداخلية الدخول للقاعة، إلا من خلال تصاريح مسبقة ل300 شخص فقط. وفي الوقت الذي من المقرر أن يحضر فيه فريد الديب محاميا عن مبارك، في حين تطوع فريق دفاع مكون من 5 أفراد للدفاع عنه. وفي سياق آخر فضت القوات المسلحة، أمس الأول، اعتصام ميدان التحرير بالقوة، وألقت القبض علي 111 شخصا، من بينهم أطفال ووجهت لهم تهم البلطجة وتعطيل المصالح الحكومية. وكانت الشرطة العسكرية وقوات من الشرطة قامت عصر أول أيام رمضان، بفض الاعتصام بالقوة وضرب المعتصمين، ومنع وسائل الاعلام من التصوير، ومصادرة كافة أجهزة الاعلام من كاميرات وغيرها، كما اعتقلت عددا من الصحفيين والإعلاميين تواجدوا بالميدان لتغطية الحدث. وأرجع المجلس العسكري هذا الفض إلى أن المعتصمين لا يعبرون عن أي من الائتلافات الشبابية أو الثورية، ووصفهم بالبلطجية. وكان أكثر من 500 شاب وفتاة كان قرروا الاعتصام في الميدان للمطالبة بالقصاص لحق الشهداء.