عكس المتعارف عليه فيما يخص ركود سوق الملابس خلال شهر الصيام، تعرف محلات ألبسة المحجبات إقبالا منقطع النظير من طرف النساء، وإن تباينت الدوافع من امرأة لأخرى، إلا أن السبب الرئيسي ينحصر في الحصول على زي يتلاءم مع متغيرات الشهر الكريم يعتبر تغير الطلب على منتجات معينة من بين المتغيرات التي أملاها علينا حلول شهر رمضان، والتي أنعشت تجارات على حساب أخرى، وإن كانت أهمها الإقبال على المنتجات الغذائية والكتب والمطبوعات الدينية. والجديد في هذه السنة تزايد الطلب على ألبسة المحجبات بعدما وجدت الفتيات والسيدات أنفسهن أمام الحاجة الملحة للتغيير في لباسهن حسب ما تمليه عليهن أعمالهن وواجباتهن اليومية. حجاب خاص لصلاة التراويح من خلال جولة استطلاعية قادت “الفجر” إلى بعض محلات بيع الحجابات في العاصمة تبيّن تزايد الطلب عل هذه الألبسة أياما قبل وبعد دخول الشهر الفضيل. وفي هذا الإطار، يقول السيد جمال بائع بأحد المحلات المتخصصة في أزياء المحجبات إنه وبكل صراحة كانت تجارتهم تعرف ركودا خلال شهر رمضان خلال السنوات الماضية، فاهتمام الناس ينحصر في ملء وتنويع طاولات الإفطار، ولكن هذه السنة وعلى غير العادة يلاحظ الطلب الكبير عليها، حيث إن المحل أصبح لا يخلو من الزبونات طوال اليوم. وعند تقربنا منهن بحثا عن الأسباب الكامنة وراء إقبالهن على الحجابات خلال شهر رمضان، فقالت “سميرة” 24 سنة موظفة “أنا غير متحجبة ولكني أحتاج إلى حجاب أتمكّن من ارتدائه خلال توجهي إلى المسجد من أجل صلاة التراويح، لذلك فقد أتيت للبحث عن ثوب مناسب. وفي الحقيقة هناك بعض الأنواع من الحجابات التي تعجبني كثيرا، وها قد جاءت الفرصة كي أجربها”. ولا يختلف الأمر كثيرا عند “جهيدة” التي جاءت هي الأخرى من أجل حجاب الصلاة على الرغم من أنها محجبة إلا أنها لا تمتلك حجابا فضفاضا، لذلك فقد رغبت في اقتناء واحد من أجل أن تتمكّن من ارتياد المسجد به، حتى إنه من المحجبات من يبحثن عن التجديد في لباسهن مع حلول شهر رمضان، وهناك من يعجبهن فيلتزمن به إلى الأبد. وسيدات يبحثن عن “القشابيات” للتسوق وفي نفس السياق، نجد أن الكثير من السيدات خلال الشهر الفضيل يقمن بشراء القشابيات أو ما يعرف ب “الجلابة” المغربية على اعتبار أنها عملية وتمكّنهن من التنقل بسرعة كما أنها تلبس فوق الثياب المنزلية ما يجعلها جد مناسبة لتحركات شهر رمضان الذي تكثر فيه الطلبات ويتزايد توجههن إلى السوق. هذا الزي الذي يعرف إقبالا من طرف فئة السيدات هو ما عرفناه من “لبنة” بائعة في محل متخصص في الأزياء المغربية بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، التي اندهشت كثيرا من نسبة الطلب عليها في الأيام التي سبقت الشهر الكريم وإلى يومنا هذا. وللتحقق من الأمر، تقربنا من بعض السيدات اللواتي أوضحن أن هذا اللباس هو عملي جدا خلال رمضان سواء تعلق الأمر بالمحجبات أو بغير المحجبات كما أنه جد مناسب للسيدات . ... وللعباءة دائما مكانتها... لم تتخل الجزائريات عن العباءة التي عرفت شهرة كبيرة في الفترة الأخيرة، ومع دخول رمضان تزايد الطلب عليها ولم تتراجع البتة في سوق الألبسة، وهو ما أجمع عليه البائعون المتخصصون في هذا المجال، فسوق العباءة في انتعاش مستمر بالعاصمة، كما أن الإقبال عليها تزايد حتى من طرف غير المحجبات. وعن أسباب ذلك، تقربنا من بعضهن وكانت البداية مع “مريم“ التي أبانت عن إعجابها بهذه المنتجات على الرغم من أنها غير محجبة، فهي تعتبرها عملية، حيث تسهل عليها التنقل في أي وقت دون أن تتكلف عناء التفكير في أزياء مناسبة و متناسقة، ففي شهر رمضان - تضيف مريم - لا تحرص كثيرا على ثيابها أو مظهرها، خاصة وأنها تحاول أن تتجنب التبرج، في حين تحب “سليمة” العباءة لأنها زي جميل ومحتشم في نفس الوقت.