عبرت المتربصات بملحقة التكوين المهني ببلدية سيدي زهار، الواقعة جنوب شرق ولاية المدية، والبالغ عددهن 15 متربصة، عن حجم معاناتهن والعراقيل الكثيرة التي منعت الكثير منهن للالتحاق بالملحقة، بدءا من طابع المنطقة المحافظ وصولا إلى غياب أدنى الضروريات والإمكانيات بالملحقة التابعة لمركز التكوين المهني بالسواقي. وما لاحظناه غياب شروط التكوين، فالقاعة لا تصلح بتاتا لافتقارها لمقاعد وطاولات، كما أنها غير مجهزة وتحتوي فرعين فقط الخياطة والطرز، ما يعيق السير الحسن لعملية التكوين الذي يتطلب توفير شروط النجاح. وفي سياق متصل عبرت لنا الكثير من المتربصات عن الظروف المأساوية التي يعشنها، فالكثير منهن تبقى محرومة من تناول وجبة الغذاء من ال 8 صباحا إلى ال16 زوالا، لتتواصل سلسلة معاناتهن أثناء نهاية ساعات التربص لانعدام وسائل النقل. وعلى صعيد آخر تبقى المعلمة المؤطرة تعاني الأمرهين هي الأخرى، فهي تقطع يوميا مسافة 30 كلم قدوما من السواقي وتزاول هذه المهنة في إطار الشبكة الاجتماعية، وتخرجت على يديها الكثير من المتربصات هن مبدعات اليوم، وهي مازالت تتقاضى تلك المنحة الزهيدة التي لا تكفي حتى لدفع مصاريف النقل، كما أنها شاركت في عدة ملتقيات بالولاية. ونتيجة لكل هذا طالبت متربصات الملحقة مدير التكوين المهني بالولاية بفتح مركز للتكوين المهني، أوعلى الاقل تجهيز الملحقة بالأجهزة والآلات وتأثيثها بالكراسى والطاولات، وفتح فروع جديدة غير الخياطة والطرز، لأن المرأة الريفية تتحول إلى مبدعة عندما توفر لها الشروط وتجد الجو الملائم لتفجير طاقتها المكبوتة، ونفس الحال ينطبق على عدة بلديات أخري على غرار بئر بن عابد، السدراية والقلب الكبير. م.ب .. وشبان مغراوة يبحثون عن آليات التشغيل أبدى العديد من شبان بلدية مغراوة، الواقعة شرق ولاية المدية، استياءهم من افتقار المنطقة للمشاريع التنموية التي بها يمكن خلق مناصب شغل، حيث أشار هؤلاء إلى أن ثلثي الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 سنة 30 سنة يعانون من البطالة وشبه البطالة على حد وصفهم، ويقصدون بذلك البرامج المؤقتة كتشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية، فهي حسبهم مسكنات قليلة المفعول. من جهة أخرى، ورغم مرارة البطالة، فإن معاناة الشباب والأطفال على حد سواء تفاقمت في ظل الغياب التام للمرافق العامة، خاصة الرياضية والثقافية منها، كالملاعب الرياضية الجوارية ودور الشباب والمراكز الثقافية، رغم الوعود التي يسمعونها مع كل حملة انتخابية. وفي هذا الصدد أكدت مجموعة من الشباب في حديثها ل”الفجر” أن البلدية تفتقر لمثل هذه المرافق رغم أهميتها في العطلة الصيفية. وباستثناء قاعة المركز الثقافي وبعض الملاعب الجوارية المنتشرة عبر عدد محدود من الأحياء، فإن جل القرى والمداشر تفتقر إلى ملعب رياضي أو جواري، رغم الحاجة الملحة لهذه الملاعب بالنسبة للشباب والأطفال الذين يعتبرون كرة القدم هوايتهم الأولى. ومع افتقارهم للملاعب فإن الحقول المنتشرة في المنطقة أصبحت هي البديل، حيث تنظم دوريا دورات في كرة القدم بين قرى ومداشر المنطقة.