عار على المجتمع الدولي هذا الصمت، تجاه ما يحدث في سوريا ؟ الأسد قرّر أن يستنفد ذخيرته في صدور معارضيه، مستغلا انشغال الناتو بورطته في ليبيا. ألهذا الغرض تقتني الأنظمة العربية الأسلحة والذخيرة ؟ فالأسد استعمل هذه الأيام كمّا كبيرا من الذخيرة الحيّة؛ لم يستعملها خلال كل حروب سوريا مع إسرائيل. هل من الإنسانية أن يصمت زعماء العالم الذين هدّدوا ووعدوا ونفذوا تهديداتهم ضد النظام الليبي، الآن والشعب السوري يقصف من قبل جيش بشار بحرا وجوا، بعد أن قرر الأسد تصفية كل من قال له لا. لا أدري لماذا لم يحذ الجيش السوري حذو الجيش المصري أو التونسي، اللذين اختارا الحياد؛ بل اختارا حماية الشعب من ميليشيات الرئيسين المخلوعين، وكانت النتيجة أن قللا الخسائر وعجلا بإيجاد حلول ولو مؤقتة للأزمة في انتظار التغيير ؟ لكن الجيش السوري اختار الدم، اختار العار. نعم؛ من العار على الجيش السوري أن يقف هذا الموقف المخزي من الشارع السوري وضد شعب أعزل، فقد لوث يديه بدماء الأبرياء، وهو عار سيسجله له التاريخ.. نعم؛ هي سابقة خطيرة في تاريخ المنطقة؛ حين يوجه جيش فوهات دباباته نحو مواطني البلد الذي من المفترض أنه حاميه، مع أنه لم يجرؤ منذ عشرات السنين أن يطلق رصاصة واحدة باتجاه الجولان المحتل لاسترجاعه. من سوء حظ الشعب السوري، أن العالم تورط في القضية الليبية؛ أين اقترفت قوات الناتو العديد من الأخطاء، منعته من اتخاذ موقف مما يحدث في سوريا، ومن سوء حظ السوريين أيضا؛ أن كل الأنظمة العربية في بطونها التبن، وتخاف من نار الثورة أن هي تكلمت أو أدانت ما يجري في حق الشعب السوري من مجازر، حتى الموقف السعودي الذي كنا نتوقع أنه سيغير مجرى الأحداث في هذا البلد العربي، لم يكترث له بشار، وها هو يصعّد من وتيرة التقتيل وكأنه يريد أن يقضي في أقرب وقت على الثورة، بقتله للمزيد من المعارضين له، قبل أن يتفطن المجتمع الدولي ويتخذ موقفا لحماية شعب أعزل من حاكم مستهتر جبان. الأمل الوحيد أمام الشعب السوري اليوم؛ هو أن تتحرك تركيا سياسيا لوضع حد لمجازر الأسد، لأنها الأقرب جغرافيا لعرين الأسد واستراتيجيا هي الأقوى في المنطقة وبإمكانها أن تلزم الأسد بوقف شلال الدم والرحيل إلى الأبد. فرجل كتبت في صفحات عمره هذه الأسطر الدموية؛ لن يرحمه الشعب ولا التاريخ.