تتواصل بالمسرح الوطني محي الدين باش تارزي بالعاصمة السهرات الفنية المبرمجة في إطار المهرجان الثقافي الوطني للأغنية الشعبية في طبعته السادسة، وذلك بمشاركة مترشحي هذه الطبعة التي جمعت ليلتها الرابعة بعض ولايات الشرق الجزائري الذين أمتعوا الحضور بباقة فنية متنوعة من الأغاني الشعبية المتوارثة في الشرق وبحضور ضيف شرف السهرة الفنان كمال فرج الله من العاصمة. الحفل الفني الساهر حضره إلى جانب لجنة التحكيم التي يترأسها الفنان القدير بوجمعة العنقيس ووجوه فنية مهتمة بالطابع الشعبي، منهم محمد العماري، الشيخ كمال حمادي وكذا زوجة الفنان المرحوم إمنصورن وابنه وشقيقه. الحفل أحيته المجموعة الرابعة من المترشحين للطبعة السادسة من المهرجان الوطني، حيث تناوب على ركح المسرح الوطني شباب مثلوا بعض ولايات الشرق الجزائري، رغم أن الافتتاحية كانت عاصمية مع الصوت الواعد "مسار مروان" الذي أطرب الحضور بوصلات شعبية تفاعل معها الحضور، وأعاد إلى مسامعهم أيام الطرب الأصيل، لتتناوب على ركح المسرح بعدها ولايات الشرق انطلاقا من بجاية التي سجلت حضورها بالمترشح نانة عبد الكريم الذي برهن على تذوق الشباب البجاوي للنغمة الشعبية ومحافظته على التراث الذي خلفة شيوخ الشعبي أمثال الشيخ الصادق البجاوي. ومن أقصى الشرق الجزائري غرد صوت بومالي كمال القادم من سوق أهراس حاملا معه تمسك أبناء الولاية باللحن الهادئ والصوت الشجي، وغير بعيد عنها صعد الصوت الشاب بضياف عاشور القادم من بلاد المالوف العنابي للتعبير عن تنوع الطبوع المتوارثة في بونة بعيدا عن اشتهارها بالمالوف والحوزي، ومن عاصمة الهضاب العليا سطيف اعتلى ركح محي الدين باش تارزي المترشح الخامس للسهرة قدور شريف أنور الذي تغنى بالأغنية الشعبية من ولاية قل ما عرف عنها اهتمامها بالطابع الشعبي أمام الطابع السطايفي المميز للولاية، ليختتم الجزء الأول من الحفل والمخصص للمترشحين بن زرب محمد من ولاية جيجل. وخصص الجزء الثاني من الحفل لضيف السهرة وتلميذ المرحوم مصطفى العنقا الفنان كمال فرج الله الذي اختتم الليلة الشعبية وأمتع الجمهور بوصلات شعبية من ألبوماته الغنائية، كما أطرب الحضور بمقطوعات من أغاني أستاذه الكبير العنقا التي تفاعل معها الجمهور العاصمي. السهرة الرابعة من المهرجان عرفت حضورا غفيرا على غير العادة، وهو ما عبر عنه محافظ المهرجان عبد القادر بن دعماش بقوله: "إن المهرجان بدأ يأخذ مكانته في الثقافة الجزائرية كموعد ثقافي حاسم ومميز وسط العاصمة"، وتميزت أيضا بحضور العائلات العاصمية المولوعة بالطابع الشعبي التي توافدت بكثرة على المسرح الوطني بالعاصمة، وما يحسب للسهرة أيضا اهتمام الفئة الشبابية بالسهرات الشعبية وهو ما عكسه إقبال هذه الشريحة على فعاليات المهرجان رغم السهرات الفنية المقامة هنا وهناك بالعاصمة في إطار الاحتفال بشهر رمضان المعظم.