لبس سهرة أول أمس المخرج السينمائي القدير عمار العسكري برنوس سيدي امحمد عرفانا بإسهاماته السينمائية المميزة، في حفل نظمته بلدية سيدي امحمد وبحضور شخصيات سياسية وثقافية وثلة من المهتمين بشؤون الفن السابع من الممثلين والمخرجين، وكذا المطربين وممثلي المجتمع المدني والجمعيات الطبعة السادسة ل"برنوس سيدي امحمد" التي ترعاها كل سنة بلدية سيدي امحمد حضرها أيضا عدد من الوزراء السابقين منهم لمين بشيشي، بوجمعة هيشور ونخبة كبيرة من الفنانين الذين أبوا إلا أن يشاركوا صاحب رائعة "دورية في الشرق" ليلته الحميمية على رأسهم الممثلة القديرة شافية بوذراع، محمد عجايمي، بهية راشدي، السعيد حلمي، فوزي صايشي المعروف ب"رميمز"، حسن بن زراري جمال بوناب، وغيرها من الأسماء الفنية، بالإضافة إلى المطرب الشعبي عبد المجيد مسكود والحاج السوكي وسيدة التنشيط الإذاعي الأولى أمينة بلوزداد، الذين ساهم معظمهم في وضع برنوس الأصالة على كتفي عمار العسكري. وقد عبر المحتفى به في ليلة البرنوس الذي اعتاد على الخطابات الطويلة عن جميل امتنانه للمبادرة التي وصفها بالمؤثرة والشاعرية وأثنى على الجهود التي يبذلها القائمون على المناسبة وعلى رأسهم رئيس بلدية سيدي امحمد في سبيل الرقي بالثقافة الجزائرية التي تتطلع إلى الحرية والاستقلالية، لأنه كما قال "نحن في الجزائر نتواصل بطريقة سيئة وهذا لا يسمح بمحاكاة الثقافة العالمية التي لا مكان فيها للضعفاء". ورثى في التفاتة منه غياب المسارح الجزائرية التي كانت في الماضي تصنع بريق الخشبة في إشارة إلى مسرح كاتب ياسين، عبد القادر علولة، وكل من مسارح سيدي بلعباس، مستغانموهران وغيرها من منابر الفن الرابع، ولم يشأ عمار العسكري الخوض في مشاريعه السينمائية المستقبلية لكنه ضرب موعدا للأسرة الإعلامية في المستقبل القريب للإفصاح عن إبداعات تلوح بوادرها في الأفق كما قال، واختتم كلمته بدعوة إلى الاستثمار في الشبيبة الجزائرية التي ستحمل مشعل التاريخ الجزائري ورسالة الفاتح من نوفمبر. وفي السياق ذاته نوه مختار بوروينة في تدخله أمام الحضور بالمسار الطويل لعمار العسكري الذي ناضل من خلال إبداعه السينمائي في حمل القضية الجزائرية عبر الأجيال، وقال عنه "الحديث عن العسكري هو الحديث عن المخرج الذي جابت كاميراته جبال الجزائر الشامخة تلتقط فيها أنفاس الثورة الجزائرية". وأضاف أن تكريم هذه الشخصية الفنية هو تكريم للإبداع الجزائري الذي أخرجه مخرج "أبواب الصمت" إلى المحافل الدولية، كما توجه بالشكر إلى كل الأطراف الفاعلة التي تساهم من بعيد أو قريب في دعم جهود البلدية الهادفة إلى ترسيخ هذا التقليد الثقافي الذي دأبت عليه البلدية في دعمها للإبداع الأدبي،الفكري والسينمائي في الساحة الجزائرية. وعرض خلال حفل التكريم فيلم وثائقي تطرق إلى السيرة الذاتية للمخرج وتضمن شهادات بعض الوجوه الفنية والأدبية على غرار عز الدين ميهوبي، حسان بن زراري، حطاب بن يوسف، والمخرج غوثي بن ددوش وأسماء فنية أخرى، وتوقف عند بعض المحطات الهامة في حياة مبدع الفن السابع وما ميز مسيرته الفنية الطويلة التي أدارها من وراء الكاميرا بكل تفان.