منحت بلدية سيدي امحمد برنوسها الذهبي في طبعته الرابعة أوّل أمس للفنان القدير الحاضر الغائب العربي زكال، وذلك وسط حضور نوعي من أصدقاء الفنان ورفقاء دربه تتقدّمهم الفنانة شافية بوذراع، سيد علي كويرات، فوزي صايشي، غوتي بن ددوش، عمار العسكري ونوال زعتر. في سهرة عائلية حميمية اجتمع أهل الفن والإبداع بمقر بلدية سيدي امحمد لتكريم أحد أصدقاء دربهم الذي قاسمهم على امتداد سنوات طوال متاعب وعناء المهنة، وأحد المخضرمين الذين أعطوا الكثير للفن في الجزائر وحملوه رسالة وواجبا وطنيا والتزاما أبديا وذلك في سنوات الحرب والسلم..ذلك هو الفنان العربي زكال الذي منح السينما والتلفزيون الجزائري الكثير من الروائع وشارك في الكثير من الأفلام التي اعتلت منابر دولية وحازت على إجازات عالمية. وبالمناسبة أشار رئيس بلدية سيدي امحمد مختار بوروينة في كلمة ألقاها بالمناسبة أنّ تكريم الفنان جاء اعترافا له وامتنانا لمجمل ما بذله طوال مشواره الفني الذي بدأ قبل الاستقلال ليكون التزاما وطنيا ونضالا بسلاح الثقافة ضدّ الاستعمار ويواصل مساره بعد حصول الجزائر على حريتها ويشارك في أهمّ الأعمال الفنية لاسيما السينمائية منها، مؤكّدا في سياق متّصل أنّ تكريم الفنان لا يتوقّف فقط عند مسيرته الطويلة لكن أيضا عند التزامه وقوّة شخصيته وجديته في العمل وسمو روحه وحبّه لمهنته التي منحها من عمره وجهده وصحته. بوروينة أشار أيضا في معرض حديثه إلى أنّ تكريم الفنان من طرف بلدية سيدي امحمد له بعد جواري إلى جانب بعده الوطني والخارجي، باعتبار أنّ العربي زكال هو ابن بلدية سيدي امحمد وبالضبط ابن حي العين الزرقاء (محمد زكال حاليا)، ليضاف بذلك إلى جموع الفنانين الذين أشرفت البلدية على تكريمهم وفي مقدمتهم الفنان شريف قرطبي، امحمد بن قطاف وعبد المجيد مسكود. كما عمدت البلدية بالتعاون مع جمعية "أضواء" السينمائية التي يشرف عليها المخرج عمار العسكري إلى إنجاز شريط وثائقي صوّر مسيرة الفنان وحياته على لسانه ولسان من عرفوه عن قرب ووقفوا إلى جانبه أمام الكاميرا في عديد الأعمال لاسيما الفنان سيد علي كويرات الذي أثنى كثيرا على الفنان المكرّم واصفا إياه بالفنان الصادق والملتزم، إلى جانب الفنان سعيد حلمي، وفوزي صايشي اللذين اجتمعا على تأكيد خصال الرجل الإنسانية والفنية. كما ضمّ الشريط الذي أشرف على إنجازه الفنان عبد الحميد رابية مقاطع من أهم الأعمال التي شارك فيها زكال من أهمّها فيلم "حسان طيرو"، "العفيون والعصا"، "وقائع سنين الجمر"، "معركة الجزائر"، "ريح الجنوب"، "شرف القبيلة"، "من هوليود إلى تمنراست" و"الهدية الأخيرة"... وغيرها كثير. لتختتم السهرة بمنح البرنوس الذهبي للفنان وشهادة تقديرية، ويذكر أنّ الفنان العربي زكال من مواليد 19 ماي 1934، بدأ مشواره الفني بأداء بعض الأغاني البسيطة ثم أخذ دروسا تدريبية في المسرح وشرع في أداء التمثيل الإيمائي ضمن فرقة المسرح الهاوي "المسرح الجزائري" الشيء الذي سمح له بالاحتكاك بالعديد من الفنانين الذين سبقوه في الميدان لا سيما مصطفى كاتب وعلال المحب وعبد الحليم رايس الذين تأثّر بهم كثيرا، لينضمّ بعدها إلى فرقة "العرب للمسرح الجزائري" التي كانت تحت إشراف الفنان محي الدين بشطارزي، وقد مكّنته هذه التجربة من أن يصبح ممثلا متميّزا ليقف الفنان أمام العديد من الوجوه الفنية التي شكّلت أعمدة الفن الجزائري على غرار محند رضا، حبيب رضا، محمد ذباح، جلول باش جراح، محمد التوري، سيساني، الطيب ابو الحسن، محمد ونيش، كلثوم، نورية، وهيبة لطيفة، عويشة، وياسمينة. وبعد توقيف نشاطات فرقة المسرح الجزائري من طرف القوات الاستعمارية تقلّص نشاط الفنان لينطلق من جديد مع فجر الاستقلال حيث التزم عمي العربي كما يحلو لأصدقائه أن ينادوه بمواصلة مشواره الفني ليشارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية حيث تعامل مع العديد من كبار المخرجين الجزائريين على غرار رشيد بوشارب، محمد راشدي، لخضر حمينة، محمد زموري، سليم رياض وبلقاسم حجاج.