بحضور وزير الاتصال ناصر مهل وسيدي السعيد، الأمين العام للعمال الجزائريين ووجوه تاريخية وفكرية وثقافية وحضور مكثف لوسائل الإعلام والجمهور الثقافي، تم، أول أمس بمقر بلدية سيدي امحمد بالعاصمة، تسليم الريشة الذهبية للفكر والإبداع في عددها السادس للمفكر وعالم الاجتماع الأستاذ الدكتور محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، تقديرا لمجهوداته الكبيرة في خدمة الفكر والعلم والمجتمع الجزائري. لم تكن المناسبة عرضية، بل كانت بالفعل احتفائية برجل أكد رسوخ قلمه في خدمة الثقافة والتراث والمجتمع الجزائري وتبيان شخصيته ومميزاته وإثبات عبقريته الحضارية عبر التاريخ، إنه الدكتور القدير الأستاذ محمد العربي ولد خليفة الذي نال عن جدارة الريشة الذهبية في دورتها السادسة والتي تمنح تحت رعاية والي ولاية الجزائر منذ 2005 من طرف بلدية سيدي امحمد. تناول الكلمة في بداية الحفل رئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي امحمد مرحبا بالضيوف من وزراء وممثلي أحزاب ومثقفين ليعرج على المحتفى به الأستاذ محمد العربي ولد خليفة الذي سخر حياته وقلمه من أجل الوطن مترحما على الشخصيات الثقافية الجزائرية الكبيرة التي رحلت إلى ربها كالشيخ عبد الرحمن شيبان والطاهر وطار والشيخ عبد الرحمن الجيلالي، كما ذكر الحاضرين بمنجزات الدكتور محمد العربي ولد خليفة الفكرية، حيث كتب عن الثورة الجزائرية من فكر ومقاومة ومجتمع وتربية وتعليم. وبعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها رئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي امحمد، تم تسليم الريشة الذهبية للفكر والإبداع للدكتور ولد خليفة مع شهادة تقديرية وبرنوس وصورة -لوحة- تشكيلية لمحمد العربي ولد خليفة. وبهذه المناسبة الاحتفائية، تم تقديم ''بورتريه'' مصور عن حياة الدكتور محمد العربي ولد خليفة من إخراج المخرج الجزائري اللامع الأستاذ عمار العسكري، تناول فيه مسيرته العلمية والعملية من خلال شهادات كل من الأستاذ الشاعر عز الدين ميهوبي والوزير الأسبق الفنان لمين بشيشي استعرضا فيه خصال ومسيرة وسيرة الرجل الفكرية والمهنية. وفي الختام، ألقى الدكتور محمد العربي ولد خليفة كلمة نوه فيها بالمكان الذي كرم فيه وهو بلدية سيدي امحمد بوقبرين، والتي تحمل شوارعها أسماء للقادة الشهداء. كما استعرض الدكتور ولد خليفة أوضاع بلدنا وعالمنا العربي والإسلامي، حيث ينبغي أن نرى، ليس بعيون الآخرين، لأن بلادنا أنجبت الكثير من القادة والعلماء بمقاييس عصرهم ،خاصة الرعيل الأول من القادة الشهداء، مذكرا في ذات الوقت بالعمل من أجل تحرير العقول والانتصار على التخلف والتبعية لأن التطور والتغيير ينطلق من إصلاح التفكير، كما ثمن في كلمته منجزات التحرير داعيا إلى رفع أداء التربية والتكوين في المدرسة والجامعة ودعا إلى دعم وظيفة اللغة العربية في هياكل ومؤسسات الدولة، وأن تبقى اللغة الفرنسية في خدمة مصالحنا وأن نعمل على تجانس مجتمعنا وكذلك العمل من أجل تشييع جنازة آخر أمي قبل منتصف القرن ودعم المصالحة الوطنية، لأنه بالسلم والسلام يبنى مجتمع الحرية والعدل والتقدم.