حل شهر شوال ومعه عيد الفطر المبارك، إيذانا بانقضاء شهر الصيام، إلا أنه بالنسبة للكثير من العائلات الجزائرية يعني قرب موعد حفلات الزفاف المؤجلة، والتي كان إشعارها صيف العام الذي بات رمضان ضيفا له، ما يعني تأخير مواعيد الزفاف إلى ما بعد رمضان، لتبدأ بنهايته الاستعدادات لإقامة الحفلات والولائم، منها تلك المتعلقة بختان الأطفال التي يفضل الأولياء إقامتها في شوال بعد أن تكون عملية الختان قد تمت في رمضان غالبا في ليلة السابع والعشرين أو قبلها في منتصف شهر الرحمة، لتتقاطع الأفراح في هذا الشهر الذي يعتبر فيه الزواج سنة محببة عند الصحابة. وهو ما يجعل الكثيرين يقتدون بالأمر، علما أن الرسول عليه الصلاة و السلام تزوج السيدة عائشة في هذا الشهر الكريم، و لو أنه لم يخصه بالتفضيل حسب ما ورد في السنة النبوية، خاصة أنه تزوج باقي نسائه في جميع الأشهر. وعدا الجانب الديني وتحري السنة النبوية الشريفة يبقى الزواج في هذه الفترة من العام خيارا لابد منه للكثيرين، ممن وجدوا أنفسهم محاصرين بقصر العطلة الصيفية التي يقتطع منها الشهر الكريم فترة تعودت فيها العائلات الجزائرية على إقامة أفراحها بكثرة، لتعود مزامير السيارات وتنطلق إيذانا بالفصل الثاني من الموسم الثاني للأعراس، على غرار ما تشهده مدينة الورود البليدة التي انطلقت في الكثير من البيوت منها زغاريد الأفراح معلنة زفاف الأبناء إلى أقفاصهم الذهبية، وذالك مباشرة بعد العيد فكان العيد عيدين، ولو أن عديد العائلات تتحرى مرور أيام أخرى بغرض أخذ قسط من الراحة، قبل خوض غمار اليوم المنشود الذي لا يتطلب إمكانات مادية فحسب، بل وجهدا بدنيا يكون قد استنزف منه الكثير في شهر الصيام الذي وافق صيف هذا العام أحر شهور السنة، وهو ما يحتسب له ألف حساب عند كل من يفكر في الزواج، فتراه غالبا ما يكون قد خطط ليوم الزواج ولو بأسبوعين بعد رمضان و على ذات الأساس نجد غالبية قاعات الأفراح محجوزة خلال شهر سبتمبر الموافق لشوال، والذي لم يعد رهينا بعيد الفطر المبارك، بل بجملة الأعراس والأفراح المؤجلة.