الاستثمارات الجزائريةبطرابلس يحكمها القانون الدولي وليس نظام القذافي ليس هناك مانع في استقبال عائلة القذافي ونأمل تسليم أفرادها إذا صدرت مذكرات بحقهم كشف إبراهيم الدباشي، سفير ليبيا بالأممالمتحدة، أن سفير سلطة المجلس الانتقالي الليبي، سيحل بالجزائر الأسبوع المقبل، في انتظار الضوء الأخضر من الخارجية الجزائرية، مضيفا في حوار ل”الفجر” أن ليس هناك مانع في استقبال الجزائر لأسرة القذافي شرط أن تلتزم بتسليمها في حال صدرت مذكرات بحق أفرادها”، كما طمأن المتحدث على مستقبل العقود الاقتصادية الجزائرية بليبيا التي قال عنها إنها محكومة بقوة القانون الدولي وليس بنظام القذافي. السيد سفير ليبيا بالأممالمتحدة، كيف استقبلتم موقف الجزائر من أزمة ليبيا في باريس والذي ربط مسألة الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي بتشكيل حكومة موحدة وممثلة لجميع الفئات الليبية؟ أولا؛ الموقف الجزائري من الأزمة الليبية شأن جزائري داخلي، لكن كنا نفضل أن تكون الجارة الجزائر من أوائل المباركين لسقوط نظام العقيد القذافي، لما يجمعنا بها من روابط تاريخية مشتركة إلى اليوم، والموقف الجزائري الأخير من المسألة الليبية يرى فيه المجلس الانتقالي أنه تطور إيجابي. وبالمناسبة نرحب بما جاء على لسان رئيس حكومة الجزائر الذي دعا إلى العمل على عودة قوية للعلاقات الجزائرية الليبية. نفهم من كلامكم أن المجلس الانتقالي الليبي لا يحمل أي خلافات تجاه الجزائر رغم ما يثار في وسائل الإعلام؛ خاصة الفرنسية منها؟ أؤكد من منبركم أننا تجاوزنا كل الخلافات مع الجزائر. وأنا هنا في واشنطن ممثل ليبيا بالأممالمتحدة ولدي علاقات صداقة مع سفير الجزائر وممثلها الدائم بالأممالمتحدة، كما من حق الجزائر أن تبدي تخوفاتها الأمنية؛ لأن أمن ليبيا من أمن الجزائر والعكس صحيح. على ذكر السفارة، ماهي وضعية سفارة طرابلسبالجزائر بعد أن رفعت راية الانتقالي الليبي الأسبوع الأخير؟ أولا نوضح أن سفارة ليبيا بالجزائر لا يشوبها أي غموض الآن، فهي منضوية تحت سلطات المجلس الانتقالي الليبي، والسفير السابق لم يعد ممثلا لليبيا بالعاصمة الجزائرية، كما أحيطكم علما بأننا سنوفد سفيرا جديدا ممثلا للمجلس الانتقالي الليبي، الأسبوع المقبل، حيث راسلنا وزارة الخارجية الجزائرية من بنغازي وننتظر منها الضوء الأخضر، تطبيقا للقانون الدولي. استنادا لحديثكم عن القانون الدولي، أين وصل مسار التحقيق الأممي الخاص بالاعتداء على سفارة الجزائربطرابلس من قبل قوات المجلس الانتقالي؟ أولا؛ يجب أن تعرف أن دخول المجلس الانتقالي للعاصمة طرابلس، صاحبه نوع من الفوضى وهي أمور طبيعية في أي ثورة، والسفارة الجزائرية ليست وحدها التي تعرضت لاعتداءات، بل عدد معتبر من مقرات الهيئات الدولية؛ لذلك فإن الاعتداء على سفارة الجزائر أمر غير مقصود منه الجزائر أو مواقفها تجاه الأحداث في ليبيا، وأعلمكم بأن التحقيق جار ولدينا ثقة كبيرة في قرارات الأممالمتحدة. هناك اليوم مساع تقوم بها بعض الأطراف لإقصاء استثمارات جزائرية في ليبيا على خلفية مواقفها من الأحداث الأخيرة، برأيكم هل سينفذ المجلس الانتقالي ما يملى عليه في هذا الشأن؟ ستكون الجزائر من أهم الدول التي نؤسس معها علاقات قوية وهي ليست بالظاهرة الجديدة، وأطمئن الأشقاء في الجزائر أن مصالحهم الاقتصادية من شراكة وعقود واستثمارات بما في ذلك الاستثمارات الراهنة في قطاع النفط محكومة بقوة القانون والتشريع الدولي وليست محكومة بقوة النظام السابق لمعمر القذافي. نعود إلى قضية استقبال الجزائر لعائلة معمر القذافي لظروف إنسانية وما أثارته من ضجة وحملة غير مسبوقة على الجزائر؛ رغم أن حكومتها أعلمتكم بذلك، كيف تفسرون هذا الأمر؟ ليس هناك ما يمنع الجزائر من استقبال عائلة القذافي في الوقت الحالي، وهذه الخطوة الجزائرية لها غطاؤها القانوني؛ حيث أن الجزائر بلغت بقرارها هذا الأممالمتحدة والمجلس الانتقالي الليبي، لكن ما نتمناه من السلطات الجزائرية أن تسلم أفراد عائلة معمر القذافي في حال صدر أي قرار من العدالة الليبية أو محكمة الجنايات الدولية بشأنهم. تتخوف اليوم العديد من البلدان الإقليمية، بما فيها الجزائر، من المستقبل الأمني لليبيا، لاسيما وأن الكثير من قيادات المجلس الانتقالي حذرت من إمكانية سيطرة تنظيم القاعدة على الأوضاع؟ الجميع يعرفون طبيعة المجتمع الليبي ويدركون بأن الشعب الليبي شعب متدين، لكن هذا لا يعني أننا نخشى من تطرف إسلامي مفترض. كما تعلمون بأن الوضع الليبي انتقالي ومفتوح على كل الجبهات، لكن هناك مساع لتأسيس مؤسسة عسكرية حديثة وشرطة تسيطر على الأوضاع الأمنية تدريجيا ومهمتها الأولى هي استرجاع جميع قطع الأسلحة والمهم أمنيا اليوم بين الجزائر وليبيا هو تعاون أمني لمصلحة المنطقة. أمنيا دائما؛ هناك تحذيرات دولية من استهداف قوات المجلس الانتقالي لقبائل الطوارق والأفارقة، ألا يمكن أن يشوّه هذا صورة المجلس الانتقالي؟ الأفارقة وقبائل الطوارق الذين منح لهم القذافي الجنسية الليبية سنة 2007 وجندهم في كتائبه الأمنية عند انطلاق الثورة الليبية، ليسوا مستهدفين كما نقلته بعض الأوساط. أما عن احتجاز بعض الأفارقة فقد تم لضرورات أمنية؛ مثلما يتم تجريد بعض قبائل الطوارق من الأسلحة لنفس الضرورات. وهل يملك المجلس الانتقالي المؤهلات اللازمة لتسيير المرحلة الانتقالية في غضون 20 شهرا في انتظار انتخابات رئاسية كما أُعلن عنه في باريس؟ المجلس الانتقالي الذي سيّر ثورة أطاحت بنظام العقيد القذافي بعد 42 سنة، قادر على تطبيق الأجندة السياسية التي رسمها ميدانيا. والمجتمع الليبي برمته واع جدا بما ينتظره من رهانات ولذلك لانرى اليوم أي شيء يحول دون تطبيق هذه الإصلاحات. تقول هذا في الوقت الذي لم تحسم فيه “ثورتكم” بعد في مصير العقيد معمر القذافي؟! القذافي انتهى سياسيا منذ أشهر ولم يعد بيده أي كفّة قوى، وتأكدّ ذلك بعد تحرير العاصمة طرابلس في الأسابيع الأخيرة، أضف إلى ذلك أن أغلب رموز نظامه اليوم في صف المجلس الانتقالي ومصيره سيتحدد بعد ساعات من اليوم. ونتمنى أن يكون ما تبقى من مسار الثورة ودخول مدينة سرت سلميا لحقن دماء الليبيين وضمان مصلحتهم.