أعلنت السفارة الليبية بالجزائر خروجها عن نظام العقيد معمر القذافي بتبنيها علم الثوار والمجلس الإنتقالي، حيث رفرف أمس علم المجلس الإنتقالي إلى جانب العلم الليبي المعتمد من قبل الدولة الجزائرية فوق سطح السفارة، عقب المستجدات التي عرفتها الأزمة الليبية بدخول الثوار إلى العاصمة طرابلس واعتقال سيف الإسلام القذافي. وشهدت السفارة الليبية بالجزائر أمس حالة طوارئ عقب الإجراء الجريء الذي تم اتخاذه من قبل السفير، وتبنيه لعلم الثوار وإعلان بذلك تأييده للمجلس الإنتقالي الليبي على حساب نظام القذافي، رغم أن العلم الأخضر الذي يعتبر أحد رموز الدولة الليبية في عهد معمر القذافي لا يزال يرفرف فوق السفارة إلى جانب العلم الجديد، بعد أن تم تنصيبه صباح أمس. وعرفت السفارة الليبية بشارع البشير الإبراهيمي أمس إلى جانب إقامة السفارة بحيدرة، إجراءات أمنية مشددة فرضت الهدوء أمام ذهول المارة وأعوان الأمن أنفسهم، لهذا التغير المفاجئ في موقف السفارة، حيث كانت السفارة والإقامة خاليتين على عروشهما فلا وجود لدبلوماسيين أو موظفين عدا رجال الشرطة الذين كانوا يحرصون السفارة لمنع أي تجمع أو التقاط للصور من قبل رجال الإعلام. ودخل ثوار ليبيا أول أمس إلى العاصمة طرابلس واستولوا على عدد من مدنها بعد الإشتباك الذي وقع مع بعض كتائب القذافي، على مشارف العاصمة التي تم الإشارة إلى أن معضمها وضع السلاح وأعلن ولاءه للمعارضة، ما مكن المجلس الإنتقالي من فرض سيطرته على أغلب المدن الليبية، كما تم إلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي الأمر الذي جعل السفارة تستبق الأحداث وتعلن ولاءها للثوار قبل أن سقوط العاصمة رسميا في يد الثوار. وجاء هذا التحول المفاجئ في موقف السفير، رغم موقف الجزائر الثابت لحد الساعة بخصوص القضية الليبية وتأكيدها على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، بعدم تبنيها أو اعترافها بالمجلس الإنتقالي والمعارضة، رغم مطالبتها بضرورة حل الأزمة عن طريق الحوار والحل السياسي بدل السلاح والقتال الذي سيدخل المنطقة في دوامة مغلقة. اعتداء على السفارة الجزائرية في ليبيا ليلة سقوط القذافي تعرّض مقر السفارة الجزائرية في العاصمة الليبية طرابلس، ليلة أول امس، لاعتداء من طرف المتمردين على نظام القذافي، ساعات بعد الإعلان عن سيطرة الثوار على أجزاء واسعة من طرابلس. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، عن الناطق باسم وزارة الخارجية قوله، إن ''مجموعة من الأشخاص استولوا على عدد من السيارات التابعة للبعثة وذهبوا بها''. وكشف المتحدث أن وزير الخارجية مراد مدلسي بعث بمراسلة عاجلة للأمين العام الأممي بان كي مون ''لجلب انتباهه بشأن الإنتهاكات التي تعرّض لها مقر البعثة الدبلوماسية الجزائرية''، ليضيف المصدر أن ''مدلسي طالب الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل على ضمان حماية الدبلوماسيين ومقرات البعثة الجزائرية وممتلكاتها وفقا للقانون الدولي''. كما شدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية على أن خلية المتابعة للوزارة في اتصال ''دائم'' مع الممثلين الدبلوماسيين الجزائريينبطرابلس للتأكد من سلامتهم وسلامة الرعايا الجزائريين الذين اختاروا البقاء في ليبيا. وتسود مخاوف في الوقت الحالي من قيام عناصر متطرفة من الثوار بأعمال انتقامية تستهدف البعثة الدبلوماسية الجزائرية على خلفية الحياد الذي أبدته الجزائر اتجاه الصراع بين القذافي ومعارضيه، حيث رفضت الجزائر الإنزلاق والإنسياق وراء محاولات الإستدراج التي قام بها بعض قادة الثوار من خلال الزعم بوجود دعم جزائري لنظام القذافي. واستمر التحرش بالجزائر من جانب ما يسمى بالمجلس الانتقالي الليبي حتى يوم أمس عندما أطلق مسؤول في المجلس تحذيرات موجهة للجزائر من مغبة استضافة القذافي أو أحد أفراد عائلته. وكانت هذه التحذيرات بالتزامن مع شكوك حول تواجد القذافي في المنطفة الواقعة قبالة الحدود مع الجزائر، الأمر الذي اعتبر بمثابة مؤشر على استعداد القذافي للجوء إلى الجزائر، غير أن تلك التخمينات سرعان ما تبينت هشاشتها، من خلال اعترافات أدلى بها مقربون من القذافي سلموا أنفسهم للثوار، قالوا فيها أن القذافي ما يزال متحصنا في منطقة باب العزيزية بطرابلس.