يتجاوز عدد دور النشر الجزائرية 200 دار حسب بعض المتتبعين لنشاط النشر في الجزائر بعد أن كانت لا تتجاوز الخمسة عشر سنوات الثمانينات، إلا أن التحضير لهذا الحدث أفرز العديد من التساؤلات وردود الفعل غير المرغوب فيها لدى بعض ممثلي هذا القطاع ممن نددوا بعمليات الغربلة التي تتعرض لها دور النشر الجزائرية و كذا المعاملة السلبية من طرف محافظة الصالون والتي لا تعكس حسبهم النية الحسنة في إعطاء صورة ايجابية عن الحركة الثقافية الجزائرية. يفصلنا القليل عن العرس الجزائري الذي ينشط فعالياته الصالون الدولي للكتاب مع تسجيل مشاركة واسعة من الدول الأجنبية والعربية وبعض دور النشر الجزائرية، هذه الأخيرة التي أقصي البعض منها من المشاركة والبعض الآخر ينتظر على القوائم الاحتياطية في انتظار قرار قد يتخذ لاحقا، مما أثار حفيظة بعض ممثلي دور النشر الذين عبروا عن تأسفهم الشديد من الإجراءات التعسفية المتخذة في حقهم والتي تتكرر في كل مرة وبحدة أكبر، رغم الوعود التي تتلقاها دور النشر الجزائرية في كل مناسبة مماثلة والتي وصفها هؤلاء بالزائفة ولا تمت بأي صلة لمصداقية هذا القطاع، وما زاد في انفجار الوضع وخروج الناشرين عن صمتهم هي الفرص التي تمنح لدور نشر عربية على حساب الجزائرية، معتبرين هذا إجحافا في حق هده الأخيرة حيث سجلت مصر لوحدها مشاركة 83 دار نشر وهو الأمر الذي أثار استياء بعض الناشرين الجزائريين. القرارات التي وصفها محدثونا بالتعسفية وغير المنطقية أفضت إلى مقاطعة بعض دور النشر الجزائرية على غرار ”منشورات بغدادي” التي وجهت لها دعوة للمشاركة لكنها رفضت وقد صرح مدير الدار محمد بغدادي ”للفجر ” أن قرار رفضه المشاركة في الصالون الدولي للكتاب جاء نتيجة المعايير السلبية التي تعتمدها إدارة الصالون في اختيار المشاركين، والتي تهمل الإسهامات الجزائرية أمام الاهتمام الذي توليه لدور نشر عربية وأجنبية خاصة وأن الدار مثلت الجزائر أحسن تمثيل في عديد الدول العربية والأجنبية على غرار كندا، أمريكا، قطر ومصر وغيرها، بالإضافة إلى اعتراضه عن تحويل مكان الصالون من قصر المعارض إلى الخيمة بملعب 5 جويلية على اعتبار أن هذه الأخيرة تعاني الكثير من النقائص، وقال بصريح العبارة ” أنا لن أشارك في الصالون ما دام القائمون عليه يكيلوننا بمكيالين وما دامت فعالياته تحتضنها الخيمة بدلا من قصر المعارض ” وأشار من جهة أخرى إلى دار الحكمة التي تنشط في مجال النشر لأكثر من 27 سنة إلا أن إدارة الصالون أغفلت دورها وأبعدتها عن فعاليات الصالون الدولي الذي عاد لجمهوره سنة 2000، وتحدث أيضا عن الإقصاء الذي تعرضت له الدار مؤخرا من تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة العربية رغم أنها تقدمت ب13 عشر عنوان. وفي السياق ذاته تحدث رابح محمودي ممثل ” منشورات قرطبة ” التي تملك أزيد من 200 عنوان عن التهميش الكبير الذي تتعرض له دور النشر الجديدة التي تمثلها في الغالب شريحة الشباب مما يعيق عملها ويقف حجر عثرة في سباقها الدائم نحو تفعيل دورها في الساحة الثقافية الجزائرية، كما وصف ذات المتحدث القرارات التي تخرج بها في كل مرة السلطات الوصية على الصالون بالبيروقراطية والتي لا تخدم قطاع الثقافة في الجزائر.