شهر واحد يفصلنا على انطلاق فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب، في طبعته ال15... هذا الموعد الثقافي السنوي الذي لم يكن يعني لنا شيئا قبل ثلاث سنوات، ها هو اليوم يصنع الحدث قبل شهر من بدئه، وتحتل أخباره الصفحات الأولى للجرائد.. فهل هي انتعاشة أسئلة الثقافة في البلد ؟ أم أنها مجرد جعجعة لمطحنة بلا قمح ؟؟ بعد سلسلة من التصريحات الصحفية الصادرة هنا بالجزائر أو هنالك بمصر، بخصوص عدم مشاركة المصريين في فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب، في طبعته ال15، المزمع تنظيمها نهاية شهر أكتوبر الداخل، تأكد رسميا مشاركة دور نشر مصرية في هذا المعرض، بعد الدعوة التي وجهتها وزارة الثقافة إلى مكتبة الإسكندرية بغرض المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب، وهو ما صرح به مدير المكتبة بداية الأسبوع الفارط لمختلف وسائل الإعلام المصرية، فيما أكد في العدد الصادر أمس من "الفجر"، الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، المشاركة المصرية في جناح الاتحاد بالمعرض الذي سيفتتح بعد أسابيع قليلة من الآن. تأتي رغبة المشاركة المصرية في معرض الجزائر، بعد الموقف المشين الذي تبناه في السابق عدد من المثقفين المصريين، اتجاه كل ما هو جزائري، سواء تعلق بالثقافة، الفن، الرياضة، وغيرها من النشاطات المشتركة بيننا، وهو ما دفع بمحافظ الصالون إسماعيل أمزيان إلى عدم توجيه دعوة إلى الناشرين المصريين، للمشاركة في المعرض الذي سيفتتح في 26 أكتوبر الداخل، ويستمر حتى 6 نوفمبر المقبل، وهو القرار الذي أثار حفيظة الناشرين المصريين، الذين اعتبروا هذا القرار قرارا غير واعي من قبل محافظ المهرجان، لذلك سارعوا خلال الاجتماع الأخير الذي عقد بالموازاة مع انطلاق فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب، بالأردن إلى محاولة التأثير على اتحاد الناشرين العرب، وتوجيه ضربة موجعة لمعرض الجزائر من خلال مقاطعة الاتحاد لهذا المعرض وهو ما رفضه أعضاء الاتحاد، كما أكده ل"الفجر"، الأمين العام للاتحاد محمد علي بيضون، في الوقت الذي سارعت في مختلف وسائل الإعلام المصرية إلى الترويج لعكس ذلك تماما، وهو أن اتحاد الناشرين العرب قرر معاقبة الجزائر، بعدم مشاركته_أي الاتحاد_، في معرض الجزائر. وبالعودة إلى الأسباب التي دفعت بأمزيان إلى عدم توجيه الدعوة إلى المصريين للمشاركة في هذا المعرض، "خوفا من وقوع انزلاقات وردود أفعال خشنة"، وهو ما صرح به سابقا لمختلف وسائل الإعلام، سيفتتح المعرض فعالياته لهذه الدورة وهو محمل بعدة مشاكل داخلية وخارجية، إذ سيكون على محافظة المعرض الحرص على سلامة الوفد المصري الذي سيشارك في هذه الدورة، داخل وخارج مركب 5 جويلية الأولمبي الذي سيحتضن الحدث للمرة الثانية على التوالي، كما سيكون عليه إرضاء الناشرين الوطنيين الذين طالب بعضهم بضرورة الاستغناء عن"خيمة 5 جويلية"، والعودة إلى "سافاكس"، وأيضا إرضاء بعض المثقفين الجزائريين الذين طالبوا عبر مختلف المنابر الإعلامية بضرورة فتح المجال أمام كل المبدعين الجزائريين للمشاركة في الندوات والمحاضرات التي ستدار بالموازاة مع البرنامج العام للمعرض، دون أن ننسى سلسلة البيانات التي أطلقها العديد من الكتاب هنا وهناك والتي كان أغلبها يحتج على أمزيان بخصوص موقف هذا الأخير من عدم مشاركة المصريين في معرض الجزائر الدولي للكتاب قبل أن تتخذ الوزارة قرارا معاكسا للقرار الأول الذي اتخذه المحافظ، مع العلم أن الوزارة هي المسؤول الأول نى هذا المعرض. حياة. س أحمد ماضي رئيس نقابة الناشرين الجزائريين ل"الفجر" مرحبا بتشويش الناشرين الوهميين ومصرّون على رفض المشاركة في "الخيمة" قلل أحمد ماضي رئيس نقابة الناشرين الجزائريين من أهمية وشرعية البيان، الذي وقعته مؤخرا أكثر من 50 دار نشر جزائرية، معتبرا أن هذه الخطوة "لا تتعدى محاولة للتشويش على النقابة لا طائل من ورائها"، كما جدد ماضي قرار مقاطعة ما أصر على تسميته ب"خيمة صالون الجزائر الدولي للكتاب"، بصفته مديرا لدار "الحكمة " أما قرار النقابة فيعود لبقية الأعضاء. أوضح ماضي في تصريح ل" الفجر" أنه اطلع بدوره على القائمة التي ضمت أسماء دور النشر التي أصدرت البيان الذي أعلنت من خلاله رفضها مقاطعة صالون الجزائر للكتاب الذي ستحتضنه الجزائر نهاية أكتوبر المقبل خلافا لتهديدات نقابة الناشرين الجزائريين الرافضة لإقامته في خيمة أمام مركب الخامس جويلية، حيث قال أن أغلبها دور وهمية غير معترف بها بالنسبة إليه، أما البقية والتي تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة - حسب تعبيره - فإن اثنتين منها مستقيلتان من عضوية النقابة ويتعلق الأمر ب"دار قرطبة" و"دار الوعي" وبالتالي ليس لهما الحق، حسبه، في الحديث باسمها، على الرغم من أنهما سبق أن حضرا اجتماع الجمعية العامة للنقابة المنعقد في رمضان الماضي ووقعا على قرار النقابة الرافض لمكان إقامة المعرض- يضيف المتحدث-. كما كشف رئيس النقابة أن كلا من مديري "دار البغدادي" و"دار هومة" قد اتصلا به شخصيا ليوضحا له أنهما لم يوافقا على ما جاء في البيان، وقد كانت موافقة الأول على قرار رفض إقامة المعرض في "خيمة" لتفادي الأضرار التي لحقت بهم العام الماضي، أما الثاني فقد أبدى موافقته على ضرورة تلقي مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ قرابة العامين، وهي القرارات التي اعتقدا أن البيان قد تضمنها ليكتشفا عكس ذلك عبر وسائل الإعلام. وعن قرار النقابة بمقاطعة الصالون، جدد ماضي قرار المقاطعة خاصة وان التكاليف التي يمكن أن تتكبدها دور النشر لدى إقامته في مقر "صافيكس" أقل بكثير من إقامته في "خيمة"، إلى جانب تفادي ما حدث في العام الماضي وهو ما تسبب في تراجع نجاح الصالون. وأضاف في نفس السياق أنه قد بعث بمراسلات إلى كل من رئيس الجمهورية والوزير الأول وكذا وزيرة الثقافة تتعلق في شقها الأول بالاعتراض على مكان إقامة المعرض والشق الثاني حول المستحقات المالية لدور النشر الجزائرية، إلا أنه لم يتلق أي رد. ومنه؛ فقد أوضح ماضي أنه مصر على المقاطعة بصفته مديرا لدار "الحكمة" كما عرض الأمر في جمعية عامة على بقية أعضاء النقابة والأمر الآن يعود إليهم. ح. صياد رابح محمودي مدير دار قرطبة، يردّ.. موقف ماضي لا مبرّر له ومشاركتنا في صالون الكتاب لا تقبل المزايدة استغرب رابح محمودي مدير دار قرطبة للنشر التصريحات التي خرج بها أحمد ماضي رئيس نقابة الناشرين الجزائريين، حول التشكيك في شرعية البيان الذي أصدرته 50 دار نشر جزائرية، والتي قال إنه سبق أن اتهمها بالتزوير وبأنه لا يعترف بها، حيث قال محمودي أن هذه الدور تعمل في قطاع النشر وبالتالي لا يمكن تجاهلها بهذه البساطة. وأضاف محمودي في تصريح ل" الفجر" أن خطوة البيان التي بادرت إليها دور النشر الجزائرية لم يكن الغرض منه التشويش، وقد جاءت بعد تأكدهم من أن النقابة لا تقوم بدورها في المطالبة بحقوقهم خاصة ما تعلق بالديون المتأخرة على الوزارة، أما عن المشاركة في الصالون الدولي للكتاب فهو يعتبر أن ذلك لا يمكن أن يقبل المزايدة باعتباره عرسا ثقافيا يستحيل تفويته، أما عن السلبيات التي تحدث عنها ماضي ودفعته إلى الدعوة إلى المقاطعة، فان محمودي يقول انه تلقى وعود من محافظة الصالون لتحسين الخدمات وبالتالي فلا مانع من المشاركة إذن. وذكر المتحدث أن هذه الخطوة لا تعني أبدا عدم الاعتراف بشرعية النقابة أو المطالبة بالتغيير ولكن مطلبهم الوحيد هو تطبيق القانون الأساسي والنظام الداخلي للنقابة وبالتالي تنظيم جمعية عامة التي كان قد وعد بها قبلا أحمد ماضي ولم تعقد إلى الآن، والتي كان من الممكن أن تكون فرصة لعرض برنامج النقابة والحديث عن انشغالات الناشرين، وهو ما كان يمكن أن يجنبهم التحرك بأنفسهم للمطالبة بحقوقهم المتأخرة. أما عن المشاركة في صالون الجزائر الدولي، فقد أكد محمودي أن "قرطبة " ستكون حاضرة بعدد من العناوين في الأدب والرواية على غرار رواية "لن نبيع العمر" للكاتبة زهرة مبارك إلى جانب رواية "الانكسار" للروائي محمد مفلح، وبعض الدراسات منها "السياسة الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية" للدكتور مصطفى صايدج وكتاب "الاتحاد الأوروبي في الميزان الفرنسي والألماني" للدكتور عبد الوهاب بن خليف.