تتراوح أسعار خياطتها بين 40 ألف و70 ألف دينار جزائري فتيات يشترين عذرية جديدة قبل يومين من عرسهن تسقط الكثير من الفتيات ضحية شباب همهم الوحيد إشباع رغباتهم الجنسية، حيث يعمل البعض منهم على إيقاع الفتاة في الحبّ وإيهامها بالزواج؛ حتى تصبح فريسة له، وما زاد من الأمر خطورة هو فعل العمل الشنيع عن طريق خطبة الفتاة وتأكيد العلاقة حتى تكون الجريمة مشروعة، ولأن غشاء البكارة هو كل ما تملكه الفتاة لإثبات عفتها وشرفها، فهي تعمل جاهدة وبشتى الطرق، من أجل المحافظة عليه إلى غاية يوم زفافها، إلا أنه وفي بعض الأحيان تفقده نتيجة حركات رياضية وغير عادية، فتلجأ إلى ترقيعها كمنفذ وحيد لها. ارتأت “الفجر” أن تفتح هذا الملف على مصراعي جدل، من خلال استطلاع رأي الشارع الجزائري حول موضوع ترقيع غشاء البكارة عن طريق أخذ بعض العينات، ممن وقعن في فخ فقدان العذرية، نتيجة خطأ قد ارتكبته الفتاة مع خطيبها أو شخص عرفته قبل الزواج، آملة منه أن يقف معها وقفة رجل، أو تجد نفسها ضحية قدر محكوم لم تختره كزنا المحارم أو اعتداء جنسي أو تسليم في لحظة ضعف. وبالمقابل هناك وللأسف بعض الأشخاص من لا يتحملون مسؤولية خطئهم، فتجد الفتاة نفسها في دوامة، وفي رحلة البحث عن جهة ما مهما كانت صفتها لترقيع غشاء بكارتها حفاظا على شرف العائلة وهروبا من عادات وتقاليد مجتمع يؤكد على شرف البنت من خلال حفاظها على عذريتها، وبالتالي تلجأ الفتاة إلى إثبات عذريتها ولو بطريقة مزيفة تحت غطاء “غشاء البكارة الصيني”. وهو ما حدث مع حياة (23 سنة) وهي واحدة من الفتيات اللاتي فقدن عذريتهن قبل الزواج؛ والتي صارحتنا وقالت لنا بأن الدنيا اسودت في عينها، نتيجة خطأ ارتكبته مع “حبيبها” الذي وعدها بالزواج ولم يفعل، حيث تجرد من كامل مسؤولياته اتجاهها، بحجة أنه ليس هو المذنب، لتدخل بعدها في متاهة لا أول لها ولا آخر، حيث قصدت هذه الأخيرة إحدى صديقاتها وحكت لها قصتها، وكلفتها بمهمة البحث عن شخص يساعدها لتجنب الفضيحة بأي ثمن، لتبدأ سلسلة التحري والبحث عن مكان تجرى فيه عمليات ترقيع غشاء البكارة، بالاستعانة ببعض الفتيات، ممن كانت لهن سوابق في مثل هذا الأمر، وبالفعل تمكنت صديقة صباح، بعد مرور شهر، من العثور على طبيب يجري مثل هذه العمليات سرا، بوساطة ممرضة تشتغل بإحدى العيادات على مستوى العاصمة؛ دلتها على عنوانه، حيث طلب الطبيب منها مبلغ 40 ألف دينار لإجراء العملية، علما أن المعنية بالأمر ماكثة بالبيت وليس لديها عمل تسترزق منه، حينها قامت صديقتها بجمع مبلغ من المال بمساعدة بعض الصديقات، زيادة على بعض المجوهرات التي كانت تملكها، وفي الأخير تم جمع المبلغ كاملا و حجزت عند الطبيب سالف الذكر موعدا بأسبوع، حيث أجرى لها العملية في مدة استغرقت ثلاث ساعات كاملة. صباح، فتاة أخرى وقفنا على حكايتها التي لم تختلف عن حكاية حياة، فقصتها تقشعر لها الأبدان، بعدما أفقدها حبيبها عذريتها وتخلى عنها عمدا انتقاما منها لأنها – حسبه - خانته في وقت مضى مع شخص آخر قائلا لها “هذا جزاؤك أيتها الخائنة، اليوم أعلمك كيف تخدعين الرجال”، لتسلك بعدها صباح نفس طريق حياة في رحلة البحث عن خيط بكارة جديدة. قابلة تروي ل”الفجر” حالات لفتيات فقدن عذريتهن ومن أجل تقريب الموضوع أكثر التقينا بإحدى القابلات كانت تعمل في واحدة من العيادات بولاية تيبازة، حيث كشفت عن الإقبال الكبير للفتيات اللواتي فقدن عذريتهن، ويبحثن عن حل في إعادة ترقيع غشاء بكارتهن من خلال بعض العمليات التي تجرى على مستوى العيادة، قائلة “الفتيات على اختلاف أعمارهن تأتين من مختلف المناطق، من أجل إجراء العملية التي تدوم من خمس إلى سبع ساعات، وتختلف كل واحدة من حالة لأخرى”.. وأضافت المتحدثة بأنها شهدت على قيام عمليات ترقيع غشاء البكارة لعدة فتيات، ويتعلق الأمر مثلا؛ بفتاة قدمت من العاصمة وتبلغ من العمر 26 سنة، كانت على علاقة بشاب أوقعها في غرامه، وبعدها قام بسلبها أعز ما تملك، مشيرة بأن الفتاة لم تخبر عائلتها بالأمر لأنه لم يتحمل مسؤولية ما فعل، وحسب رواية هذه الفتاة بأنها حملت بجنين، ومن أجل التستر على الفضيحة قصدت العيادة المتواجدة بتيبازة، من أجل القيام بعملية الإجهاض وترقيع غشاء بكارتها التي كلفتها مبلغ 70ألف دينار جزائري. حالة أخرى روت عنها القابلة، حول فتاة قاصر، لم يتعد سنها السادسة عشر، حيث تم اختطافها من قبل مجموعة من الشبان واعتدوا عليها جنسيا، وحسب المتحدثة فان الفتاة عثر عليها في حالة خطيرة وأدخلت على إثرها إلى غرفة العمليات في مستشفى القليعة، بعدها قصدت عيادتنا لترقيع غشاء بكارتها رفقة والدتها، حيث كلفتها العملية 50 ألف دينار. وفي السياق ذاته؛ روت لنا القابلة عن تجربة إحدى الفتيات بعدما أقامت علاقة مع شاب عن طريق الخطأ، مضيفة أنها طلبت منه الزواج، إلا أن هذا الأخير رفض، وهو الأمر الذي أدى بها للانحراف، وبعد مدة تقدم لخطبتها شاب وطلب منها أن تثبت عذريتها، فلم يكن لها من حل آخر سوى ترقيع غشاء بكارتها فبعملية كلفها 60 أف دينار جزائري، وأجرتها يومين قبل الزواج ونصحتها الطبيبة بتجنب حمل الأشياء الثقيلة وتجنب صعود السلالم. تجري العمليات بمعدل 10 مرات في اليوم بمنزلها كانت وجهتنا هذه المرة إلى إحدى العيادات الخاصة بالعاصمة؛ بعد سماعنا أنها تقوم بإجراء عمليات ترقيع غشاء البكارة لفتيات فقدن عذريتهن سرا، دخلنا إلى العيادة بحجّة مراجعة طبية ، حيث قامت باستقبالنا ممرضة، تقربنا منها وحجزنا موعدا لرؤية الطبيبة وجلسنا ننتظر إلى أن يحين موعد الكشف، ثم اغتنما فرصة الانتظار وتحدثنا مع الممرضة بعد أن استدرجناها في الحديث في مختلف قضايا الساعة والمشاكل التي يتخبط فيها مجتمعنا العربي وبعض المواضيع الاجتماعية التي يعاني منها شبابنا وفتياتنا، وصولا إلى صلب موضوعنا وجوهر بحثنا وتحقيقنا، حيث سألنا الممرضة عن طبيب أو أخصائي في أمراض النساء يقوم بإجراء عمليات خياطة لغشاء البكارة لمن فقدن عذريتهن، فكان جوابها بعد صمت طويل وتفكير دام بضع ثواني، أخذت الحيطة والحذر وهي تخبرنا على أن الطبيبة التي تعمل عندها تقوم بإجراء مثل هذه العمليات في بيتها، حينها أخبرناها بأن صديقة لنا وقعت ضحية شخص تلاعب بعواطفها وأفقدها شرفها، حينها قدمت لنا رقم هاتفها لنعاود الاتصال بها والتفاهم في باقي التفاصيل. وأوضحت الممرضة بأن العملية تجري في منزل الطبيبة التي تخصص غرفة من غرف شقتها للقيام بهذه العمليات، دون أن نعرف إن كانت هذه الغرفة معقمة أو تتوفر على شروط النظافة، بالإضافة إلى جهلنا للأشخاص الذين يساعدونها، وهل هي مضمونة أم لا وهل تعرض حياة الفتيات للخطر؟. وبعد انقضاء فترة من الزمن اتصلنا بالممرضة لحجز موعد لنا ب10 أيام قبل العرس المفترض، فتاريخ عملية الخياطة مرهون بموعد العرس، حسب ما أكدته لنا الممرضة، بالإضافة إلى تأكيدها لنا أن الخياطة وترقيع غشاء البكارة يكون على حسب عدد مرات العلاقة الجنسية، كما أنها قدمت لنا بعض النصائح لتضمن نجاح العملية، مؤكدة أن مدة عملية ترقيع غشاء البكارة لا تتجاوز 20 دقيقة على الأكثر، حيث تصبح الفتاة عذراء، مشيرة إلى عدم تعرض أي فتاة إلى مضاعفات سواء إصابتها بالحمى أو غير ذلك. وفي نفس السياق؛ أكدت المتحدثة إلى إستعمال الطبيبة قطرة من الدم مجمدة تضاف إلى الغشاء عن طريق القيام بعملية الخياطة والتي تكون من خلال الحقنة، مضيفة أن الطبيبة تجري 10 عمليات للفتيات في اليوم عن طريق برنامج خاص. وأضافت المتحدثة، أن ثمن العملية يقدر ب 50 ألف دينار جزائري، بالإضافة إلى حق الممرضة بفضل مساعدتها للفتيات، مؤكدة أن العملية مضمونة 100 بالمائة، كما تطرقت الممرضة إلى أن “الخياطة عن طريق الليزر” ليست ناجحة ومضمونة مستدلة بقصة الفتاة التي فقدت عذريتها من مدينة قسنطينة قدمت إلى العيادة بعد ما أجرت عملية الخياطة عن طريق الليزر و تبين من خلال “ليكو غرافي” أنها غير عذراء، فقامت بإجراء عملية الخياطة عند الطبيبة في منزلها 5 أيام قبل عرسها، وعليه تمت العملية بنجاح وأصبحت عذراء. للدين رأي في الموضوع كان للإمام علي جمال الدين، أستاذ بجامعة الجزائر، رأي حول هذا الموضوع، حيث كشف على أن مايصطلح عليه الجميع بغشاء البكارة عند المرأة هو دليل على عفتها وطهارتها، مشيرا إلى أن العفة أو الشرف بالنسبة للمرأة يتمثل في أخلاقها، حيث تقع الكثير من الفتيات فيما حرمه الله ويفقدن أعز ما يملكن عندما تفقد المرأة عذريتها وتلجأ إلى أساليب تدليسية وتزويرية وغشية حتى تتسترن على هذه الجريمة، إن لم نقل أنها جريمة في حق اسم العائلة والأسرة والمجتمع والأخلاق والدين. وأضاف ذات المتحدث، أن الفتاة التي تلجأ إلى عملية الترقيع حتى تظهر في مظهر لائق ليلة دخولها على زوجها التي ظنها في لحظة من اللحظات أنها صاحبة عفة، فهو محرم قانونيا وشرعا، بمعنى أن الكثير من الأطباء الذين يقومون بمثل هذه العمليات سرا فهو مخالف للقانون لأنهم يشاركون مع الآخرين في جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون معا، لأن حفظ العرض يعتبر من الكليات الخمس التي أوجبها القرآن والسنة والكثير من اجتهادات الفقهاء في الإسلام ومن ذلك ماقاله الإمام إبراهيم اللقاني صاحب جوهرة التوحيد بقوله: “وحفظ نفس ثم مال ونسب ومثلها عقل وعرض قد وجب”، كما يعتبر الفقهاء أن الذي يموت وهو يدافع عن عرضه شهيد. وفي سياق آخر يقول الإمام إنه لا يوجد أي مانع للفتاة التي فقدت عذريتها في عارض من العوارض الطبيعية كممارسة الرياضة مثلا أو حادث من الحوادث أن تقوم بهذه العملية. من جهته قال الشيخ ملياني ، أستاذ الشريعة بأن الفتاة التي تقوم بأعمال مخلة بالحياء كممارسة الزنا والمحرمات وبعدما تقوم بترقيع غشاء بكارتها تجنبا للعار، فهذا يعتبر غشا، استنادا لقول الرسول (ص) “من غشنا فليس منا”، لأن مثل هذا الأمر يشجع على الحرام والخداع ويحث على الفاحشة. أما عن الفتيات اللاتي تعرضن لحادثة من الحوادث كالرياضة أو السقوط وغير منها الأمور التي جعلتهن يفقدن عذريتهن دون إرادتهن، فمن الواجب عليهن مصارحة الزوج بذلك لأن قول الحقيقة تزيد من قيمتهن، خاصة لو كان هناك دليل يثبت صحة قولهن، مشيرا إلى أن الغش يعتب من المحرمات التي نهى ديننا الحنيف عنها.