كشفت دراسة ميدانية لإحدى فرق المراقبة أن 30٪ من الفتيات بولاية عنابة من اللائي فقدن عذريتهن، استرجعنها يومين قبل يوم الزفاف، وتتم هذه العملية عموما بالعيادات الخاصة، حيث تتراوح فيها التكلفة بين مليونين وخمسة ملايين سنتيم. موضوع استرجاع العذرية في الطب الجزائري من الموضوعات الأكثر حساسية، إن لم نقل إنها تدخل ضمن الطابوهات المحرجة في ظل غياب إحصاء تام رسمي تتبناه الدولة وغياب عدد القضايا التي تناولتها المحاكم عن مثل هذه الخروقات المخالفة للشرع والأخلاق وحتى معلومات وافية عنها تساهم بشكل أو بآخر في وضع استراتيجية فعلية لعلاج الظاهرة. وباعتبارها أكثر دلالة، فإن أطباء النساء والتوليد بات بعضهم تجار وسماسرة من الدرجة الأولى، ضاربين بذلك عرض الحائط مبادئ الشريعة الإسلامية والأخلاق الإنسانية، حيث أنهم يقومون بعمليات استرجاع غشاء البكارة عن طريق عملية خياطة الغشاء الممزق الناجم عن علاقة غير شرعية وتجرى هذه العملية يومين كأقصى تقدير قبل موعد الزفاف، لأن نتائج العملية غير مضمونة لو دامت مدّة أطول وحتى تكون ذات فاعلية بهدف إحداث النزيف من جرّاء تمزيقها، لتثبت بذلك الفتاة أنها "عذراء"، خاصة وأن مجتمعنا يفرض "لغة الشرف" في صدارة قاموس الزواج، حتى لا يتحوّل العرس إلى كابوس للعائلتين. ويغلب الانطباع لدى مجموع المتتبعين للوضعية، التي تؤول يوما بعد يوم إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة وأنها باتت الوسيلة المشجعة على الانحراف وانتشار العلاقات غير الشرعية، خاصة وسط الفتيات في سن الزهور، غير أن الأدهى والأمر في ذلك - حسب الإحصائيات - فإن العرسان تقبلوا هذه الوضعية دون أن يتفطنوا لمثل هذه الجرائم. ويبقى بذلك دقّ ناقوس الخطر ومتابعة الأوضاع الاجتماعية وتحريك الحس المدني والخلقي مهمة الجميع دون استثناء. سيمة بوعصيدة