يستقبل مركز الردم التقني للنفايات بالجهة الشمالية لمدينة سيدي بلعباس، منذ دخوله الخدمة شهر مارس المنصرم، ما يعادل 180 طن من النفايات يوميا، منها 168 طن من النفايات الناجمة عن بلدية سيدي بلعباس لوحدها. وتختلف هذه النفايات باختلاف مصادرها، فمنها المنزلية، الهامدة والصناعية، هذه الأخيرة التي تعد أكثر النفايات خطورة على البيئة والسكان على حد السواء، حيث تفرز المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية لوحدها أزيد من 50 طن من النفايات المشعة والأوحال التي لا تستوعبها محطة التصفية التابعة للمؤسسة، إذ يتم التخلص منها عن طريق المفرغات العمومية. أما مركب العتاد الفلاحي فيطرح هو الآخر 72 طنا من النفايات سنويا تحتوي مادة “السيانور” الخطيرة التي تتطلب معالجة تقنية للحد من أخطارها. ويسهر على المركز 40 عاملا، يقومون بمعالجة النفايات بطريقة تقنية ومتطورة وبأجهزة جد متخصصة. ورغم حداثة المشروع إلا أنه رفع الغبن عن سكان المناطق الواقعة بمحاذاته، على غرار أحياء عبد القادر بومليك، الصخرة وبني عامر، حيث طالما اشتكى السكان من الحرق العشوائي للنفايات والفضلات بالمفرغة العمومية وما تخلفه من إفرازات ملوثة للبيئة، ما نجم عنه ارتفاع في معدلات الإصابة بأمراض الحساسية. وسعيا منها للقضاء على المشكل، بادرت مديرية البيئة إلى تخصيص غلاف مالي يفوق 122 مليار سنتيم لإنجاز عدة مرافق خاصة بمعالجة النفايات، منها ثلاثة مراكز للردم التقني للنفايات، الأول ببلدية سيدي بلعباس مصمم لحفظ الفضلات دون التسبب في تلويث البيئة، وهو عبارة عن حفر تملأ بالنفايات بعد فرزها وتغطى بمواد بلاستيكية خاصة لتتفاعل بعد تحللها مكونة غازات حيوية تستغل في توليد الكهرباء والحرارة، كما يحتوي المركز جهاز الكشف عن الإشعاعات، أما مركزا تلاغ وبن عشيبة فلايزالان قيد الإنجاز. للتذكير فإن حجم النفايات المعالجة سنويا بالولاية يفوق 370 طن من النفايات المنزلية و120 ألف متر مكعب من النفايات الهامدة، الأمر الذي دفع المديرية الوصية إلى إنجاز ثلاثة مراكز خاصة بفرز النفايات بكل من بلديات المرحوم، المسيد وشتوان، وأربع مفارغ عمومية محروسة، الأمر الذي سيسمح بتغطية ثلاثين بلدية من جملة 52 بلدية.