يبدو أن حملة “الفايسبوك”، القاضية بتحريض الجزائريين على الخروج اليوم في مسيرات سلمية عبر ربوع ولايات الوطن كان لها بالغ التأثير على محتوى خطب الجمعة لنهار أمس، حيث توحدت خطب صلاة الجمعة حول توعية الشباب بمدى خطورة الوضع، وذهب بعض الأئمة إلى اتهام الصهاينة بتنفيذ هجمات إعلامية على الدول الإسلامية، بينها الجزائر. تضمنت خطب الأئمة، أمس، قولهم إن حملات “الفايسبوك” القاضية بإحداث الشغب والإخلال بالنظام العام بالجزائر هي حملات مغرضة تدخل في نطاق الحرب الصليبية اليهودية على المسلمين، وبرر الأئمة ذلك كون سلاح الإعلام الذي يعد أخطر من الأسلحة النووية تحت سلطة اليهود مستشهدين بالآية الكريمة “قل لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”. وبولاية المسيلة ركز أئمة أغلب المساجد في خطبة الجمعة على أهمية حب الوطن ومعنى الذود عن مصالحه بالاستناد إلى الكتاب والسنة النبوية الشريفة، مبرزين الدور الكبير الذي لعبه الدين الإسلامي في نشر المبادئ والقيم الإسلامية الداعية إلى الجد والاجتهاد في العمل وصيانة المكتسبات ونبذ كل ما من شأنه أن يمس بها، خاصة في الوقت الحالي الذي تعالت فيه أصوات التغريب والاستئصال للنيل من البلاد التي دفعت جحافل من الشهداء الأبطال الذين صنعوا المجد والعز الذي ننعم فيه اليوم، كما تطرق بعض الأئمة إلى الدور المنوط بالأولياء تجاه أبنائهم ودور المجتمع ككل في التكافل الاجتماعي والتعاون من أجل الحذر والتصدي لكل دعاة الفتنة الذين لا يريدون الخير للجزائر وللأمة الإسلامية قاطبة. ونعت إمام أحد مساجد مدينة مستغانم خلال خطبة الجمعة ما تذيعه قناتا “الجزيرة” و”العربية” بالكذب، فيما وصف برامج القنوات الرسمية الجزائرية بالصدق مستدلا بحديث نبوي يقول فيما معناه بأنه في آخر الزمان يصدق الكاذب ويكذب الصادق، ولم يشر الإمام إذا ما كان حكمه رأيا شخصيا أم تعليمة من وزارة الشؤون الدينية، كما لم يفسر كيف تقوم القنوات الرسمية الجزائرية التي تمول من جيوب الجزائريين بقول كل الحقيقة عما يجري في كامل أنحاء الوطن، والأهم كيف سيكون حكمه على القنوات الخاصة التي ستضاف للمشهد الإعلامي بعد فتح قطاع السمعي البصري بقانون الإعلام الجديد وعزم عدد من اليوميات الإخبارية إنشاء قنوات تلفزيونية خاصة.