رابطة بوشاشي تستنكر توقيف منسق لجنة للبطالين الطاهر بلعباس وقعت، أمس، اشتباكات بين مصالح الأمن والشباب البطالين الذين خرجوا للاحتجاج بولاية ورڤلة، حيث قاموا بقطع الطريق الرابط بين الولاية والمنطقة البترولية حاسي مسعود، بمجموعة من المتاريس والعجلات المطاطية التي أضرموا فيها النيران، ما حول المدينة إلى أعمدة من الدخان وألسنة لهب، كما استنكرت رابطة بوشاشي توقيف مصالح الأمن للطاهر بلعباس المنسق الوطني للجنة الدفاع عن البطالين. انتفض أمس، قرابة 150 شاب بطال، بحاسي مسعود، بولاية ورڤلة، استياء من عدم استجابة السلطات لمطالبهم المتصلة بتوفير مناصب الشغل، وقطعوا الطريق الرابط بين ولاية ورڤلة وحاسي مسعود، وهددوا بالتصعيد ما لم تأخذ مطالبهم بعين الاعتبار، خاصة وأنهم اضطروا لتأجيل وقفتهم الاحتجاجية التي كانت مقررة لأول أمس 17 سبتمبر حتى لا تفسر على أن خرجتهم المطلبية لها صلة بالجهات التي كانت ترعى حملة الفيس بوك. واستنادا إلى ممثل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، بولاية ورڤلة، السيد مداني مداني، في اتصال مع “الفجر”، فقد هدد بعض المحتجين بالانتحار، بعدما وصلوا إلى طريق مسدود ولم يلمسوا أي شيء من قبل السلطات التي لم تقدم لهم سوى الوعود الكاذبة وتتخذ طرق ملتوية في منح مناصب الشغل بالولاية للغرباء. ورغم درجة الحرارة المرتفعة لم يغادر الشباب المنطقة، ولم ينصرفوا رغم من التطويق الأمني الذي لم ينجح في تفريق المتظاهرين، مشددين على رفضهم أيضا سياسة ما وصفوه ب”تقطير مناصب الشغل للبطالين”، حيث لا تمنح سوى أربعة إلى خمسة مناصب لأبناء الولاية، مقابل توزيع المناصب الأخرى بطرق ملتوية. وأكد ممثل الرابطة، الذي يشغل في نفس الوقت منصب عضو بالتنسيقية الوطنية للدفاع عن البطالين بورڤلة، أن عناصر الأمن قامت بتوقيف المنسق الوطني اللجنة الوطنية للبطالين، السيد الطاهر بلعباس، من مقر إقامته، ليطلق سراحه بعد ذلك. وواصل المتحدث، أن الشباب الذي خرج، صبيحة أمس، قد شلوا الحركة بالمدينة بالقرب من البريد المركزي و البنك الخارجي الجزائري ، و رفعوا شعارات المطالبة بالشغل و إيجاد حلول جذرية لمشكل البطالة و تسوية مشاكلهم التي لم ترى النور، كما قاموا بقطع الطريق بالمتاريس و إضرام النار بالعجلات المطاطية، الأمر الذي أدى إلى وقوع بعض الاشتباكات بين مصالح الأمن و الشباب البطال. وواصل بأن الشباب رفضوا الاستماع إلى مدير الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، السيد مزيان، الذي حاول إقناع المحتجين بالعدول عن تنظيم الاحتجاجات التي عادة ما تنتهي بالحرق والتكسير وقطع الطرق، غير أنهم رفضوا الاستجابة له ما لم تكن هناك وعود حقيقية وملموسة. وأكد عضو الرابطة أن الأوضاع بالولاية على صفيح ساخن، خاصة بعد حادثة حرق الشاب “يوسف” نفسه، البالغ من العمر 23 سنة، المتواجد الآن بالمستشفى، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية مدعوة إلى التكفل بشباب هذه الولاية الذين يعيشون التهميش ولم تمسهم برامج تشغيل في مستوى التطلعات منذ عدة سنوات، سيما وأن الإمكانيات المادية متوفرة لمعالجة هذا المشكل من جذوره. وواصل ممثل الرابطة بأن العدد الذي خرج أمس في الوقفة الاحتجاجية قليل جدا، مقارنة بالعدد الحقيقي للبطالين، الذين يتزايد عددهم سنة تلو أخرى دون أي برامج حقيقية لامتصاص البطالة، مضيفا أنه على الرغم من الحالة الاجتماعية للبطالين، إلا أنهم يرفضون الاستجابة لأي حزب، تجنبا للاستثمار في مشاكلهم. وسارع رئيس الدائرة الإدارية للولاية، مرفوقا بمجموعة من أعضاء المجلس الشعبي الولائي، بالنزول إلى مكان الاحتجاج موجها نداء للشباب البطال بمغادرة المكان والكف عن أعمال التخريب، ووعدهم بتوفير مناصب شغل، بداية من الأسبوع المقبل، وهو النداء الذي استجاب له الشباب الذين أكدوا أنهم سيعودون مجددا للاحتجاجات بداية من الأسبوع المقبل ما لم يلمسوا الجدية في تطبيق تلك التعهدات، وغادروا المكان.