الرجولة كلمة لها مدلولات ينبغي أن يعيشها ويتدبرها كل شاب، مثل الصدق والشهامة المروءة والشجاعة، وقد استخدم القرآن الكريم كلمة الرجولة للدلالة على كمال الإيمان والتضحية. بهذه الكلمات بدأ فرحات المنجي أحد علماء الأزهر حلقته من برنامج “الدين الحياة” الذي يذاع على فضائية “الحياة”، والذي تناول خلاله المعنى الصحيح للرجولة، مشيرا إلى أن الرجل الذي يتّصف بهذا المعنى هو الذي صدق إيمانه وضحى في سبيل هذا الإيمان. وقال “ليس هناك من يرضى بأن يصفه أحد بعدم الرجولة، وليس هناك من لا يعتز بأن يصفه الناس بالرجولة، وليس هناك أبوان لا يتمنيان أن يوصف ابنهما بالرجولة، وليس هناك فتاة لا تتمنى أن يكون فتى أحلامها رجلاً”. وجاء في القرآن الكريم أن الرجولة في الإيمان والتضحية مثل في قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً). وأوضح أن كل نص جاء في القرآن وراءه صفات حميدة، مثل الصدق والشهامة والمروءة والشجاعة، وهذه هي صفات الرجولة، وليس الرجولة كما يعتقد بعض الأشخاص أن يتزوجوا من أربعة سيدات. وأشار إلى أن الحسنة في الدنيا للرجل هي الزوجة الصالحة وليست الرجولة بتعدد الزيجات، ومع ذلك فبعض الرجال يرفضون هذه الزوجة الصالحة، ويتجهون إلى الزيجات الأربع. وانتقد الشيخ المنجي الأوضاع التي تحدث حاليا في الشوارع من معاكسات للفتيات ومحاولة التحرش بهن سواء بالقول أو بالفعل، مشيرا إلى أن العصر اختلف تماما ولم يعد هناك رجولة أو شهامة في الشارع. وقال :”كان فيه زمان شهامة كان صعب المعاكسة في الشوارع لأنهم كانوا يعتبرون البنات أخواتهم أو أمهاتهم، كان فيه الفتوة الذي يستقوي على الضعفاء لكن كان فيه أيضا الناس الصالحين الذين يدافعون عن الفقراء، لكن الآن الإنسان أصبح سلبيا ولا يستطيع أن يعمل أي شيء. وأوضح أن معنى الرجولة هي المروءة والشهامة، فالمروءة هي أن يترك الشخص كل ما يشين أو يدنس، ولا يقدم على عمل الناس تنتقده وتكون صفحته بيضاء أمام الجميع. أما الشهامة فهو النظر إلى أعالي الأمور التي تؤدي إلى الذكر الجميل للشخص، وأن يقدم على عمل لم يعمله أحدا من قبله وأن يكون مفيد للجميع، ومثل هذه الأمور ستعود عليه بالثواب الكبير.