تعرض، مؤخرا، فلاح متخصص في العنب والكروم، إلى التهديد بالتصفية والتعذيب الجسدي عن طريق الضرب المبرح بواسطة قضيب حديدي، على يد جماعة إرهابية مسلحة بضواحي بلدية كاب جنات، شرق ولاية بومرداس، وذلك بعدما رفض الرضوخ لمطالب الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي طالبته بدفع مبلغ من عائدات جنيه لمحصول العنب أو ما يطلق عليه أتباع الأمير الوطني عبد المالك دروكدال مصطلح “زكاة”. وحسب ما علمته “الفجر” من مصادرها، تتلخص مجريات الحادثة عندما توجهت جماعة إرهابية مسلحة إلى بعض مزارعي منطقة كاب جنات قصد جمع الأموال وإجبارهم على دفع “الجزية” أو ما تسميه الجماعة السلفية “زكاة”، من عائدات بيع محصول العنب الذي تشتهر به المنطقة، غير أن أحدهم لم يعجبه الأمر فراح يحتج عليهم رافضا دفع المبلغ المطلوب الذي حددته الجماعة الإرهابية، الأمر الذي أدخل الطرفين في مشادات وملاسنات. وأضافت المصادر ذاتها أن العناصر الإرهابية حددت للضحية مهلة لتسديد المبلغ قبل أن تنصرف، غير أن ذلك الفلاح أطلق وابلا من السب والشتم دون أن يعلم أن عناصر الدعم والإسناد تترصد له وتتجسس عليه، حيث قام هؤلاء “الجواسيس” بإخبار الجماعة الإرهابية بكل التفاصيل الأمر الذي أغضبهم ودفعهم إلى إصدار فتوى ضده. وأكدت مصادرنا في ذات السياق أن الجماعة السلفية قامت بمحاكمته “غيابيا” وأصدرت فتوى ضده تقضي بعقوبة “الضرب بالعصا”، عن تهمة إهانة عناصر الجماعة، حيث توجه في اليوم الموالي ستة عناصر إلى المعني وقاموا باستدراجه نحو مكان معزول قبل أن يقوموا بتكبيله وضربه بواسطة قضيب حديدي، ما تسبب له في إصابات وجروح بليغة بأعضائه الداخلية. وقد قام بعض من أفراد عائلته بإبلاغ قوات الجيش الوطني الشعبي عن اختطاف قريبهم من طرف إرهابيين، فتحرك أفراد الجيش بسرعة قبل أن تفر الجماعة الإرهابية، غير أن هذه الأخيرة تمكنت من تنفيذ فعلتها تاركة الضحية ملقى على الأرض في وضعية حرجة. جدير بالذكر أن العشرات من المزارعين من ولاية بومرداس تعرضوا لعمليات ابتزاز من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بالجهة الشرقية للولاية، وهي مناطق تشتهر بإنتاج محصول العنب ذي النوعية الرفيعة بكميات معتبرة، حيث أصبحت مداخيل هذا المحصول تسيل لعاب التنظيم الإرهابي الأمر الذي جعل هذا الأخير لا يتردد في فرض “ضريبته” على كل مزارع وإجباره على دفع ما يسميه التنظيم ب”الزكاة”. كما أن الضحايا تكبدوا خسائر جد معتبرة بسبب رفضهم دفع الأموال لصالح الجماعات الإرهابية، ما جعل هذه الأخيرة تقوم بتخريب الحقول عن طريق قطع شجيرات العنب أو اقتلاعها من جذورها وهو الفعل الذي يعتبر بمثابة إنذار أول لكل من يرفض طلبات أتباع الأمير الإرهابي عبد المالك دروكدال. مع العلم أن خطا واحدا من شجيرات العنب يصل مقابل إنتاجه إلى ما يقارب 50 مليون سنتيم في الموسم الواحد، فيما تعرض البعض إلى قطع ما يناهز 15 خطا من الشجيرات.