يتخوف العديد من الفلاحين بولاية سيدي بلعباس، وتزامنا مع انطلاق حملة الحرث والبذر، من عدم حصولهم على الكميات الكافية من البذور بسبب النقص المسجل في بعض الأصناف نظرا للمردود المتوسط للحبوب خلال الموسم المنصرم. وحسب ما أوضحته المصالح الفلاحية لولاية سيدي بلعباس، فإنه تم جمع ما يفوق 78 ألف قنطار من البذور من مختلف الأنواع، وهي الكمية التي تعد غير كافية بالنظر إلى كثرة الطلب الذي يفوق 86 ألف قنطار، حيث يصل النقص المسجل في مادة الشعير لوحدها أزيد من 11 ألف قنطار ومادة الخرطال ب800 قنطار، في حين تعرف مادتا القمح الصلب واللين توافقا نسبيا بين العرض والطلب بفارق ألف إلى 3 آلاف قنطار من البذور. هذا وتحصي المصالح الوصية 240 ألف قنطار من الاحتياجات النظرية تساهم فيها تعاونيات الحبوب بنسبة 33 بالمائة، والباقي يمثل بذورا مخزنة لدى الفلاحين. ولتدارك النقص المسجل في كميات البذور، تجري حاليا عملية التحويل من الولايات الأخرى لسد العجز، كما يتم إخضاع الكميات المتوفرة إلى عملية المعالجة والتكييف لضمان جاهزيتها للبذر. وعن عملية تحضير التربة، فقد بلغت المساحة المحروثة 14 ألف هكتار شهر أفريل في انتظار الانتهاء من الحرث الخريفي الذي يعرف بعض التأخر بسبب قلة الأمطار الخريفية والمقدرة ب6 ملم، أما عن الأسمدة الفوسفاتية فقد تم لحد الآن توزيع قرابة 10 آلاف قنطار من طرف تعاونيات الحبوب، بالإضافة إلى 6 متعاملين متعاقدين مع مديرية المصالح الفلاحية، يستفيد الفلاحون بموجبها من 20 بالمئة من دعم الدولة، على أن تتواصل العملية إلى غاية انتهاء الحملة، هذا وتقدر حظيرة الولاية ب1465 جرار، أزيد من ألفي محراث، بالإضافة إلى 130 آلة خاصة بنثر الأسمدة والبذور. وفي هذا الصدد سمح برنامج البيع بالتقسيط باقتناء 64 جرارا جديدا و54 عتادا مرافقا. وفي السياق ذاته تم توفير 3 آلاف لتر من الأدوية لمكافحة الآفات الفلاحية على غرار الدودة البيضاء وجرذان الحقول. للإشارة فإن المساحة المبرمجة في عقد النجاعة لسنة 2012 تفوق 180 ألف هكتار أي بزيادة قدرها 8847 هكتار، تشمل أكثر من 14 ألف فلاح. ويستفيد هذا البرنامج من دعم الدولة ويخص دعم شراء البذور، دعم شراء الأسمدة ودعم العتاد الفلاحي. ولتأطير حملة الحرث والبذر، تم وضع برنامج بالتعاون مع المعاهد التقنية لتنظيم أيام إرشادية لفائدة الفلاحين، قصد تعميم تطبيق المسار التقني والحد من بعض التصرفات، على غرار تجاوز فترة التسميد ومكافحة الأعشاب الضارة، والاستعمال المفرط لصنف واحد من البذور، البذر بدون استعمال الآلات. وتجدر للإشارة إلى أن ولاية سيدي بلعباس احتضنت مؤخرا الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، حيث أشرف الأمين العام لوزارة الفلاحة، مجيد فروخي، برئاسة جامعة الجيلالي اليابس، على إعطاء إشارة انطلاق حملة الحرث والبذر، كما تقام بالمناسبة معارض للعديد من المشاركين من فلاحين، منتجين ومعاهد متخصصة، لعرض تجاربهم الرائدة في التنمية الفلاحية، على أن تختتم الفعاليات بتكريم منتجين، وفلاحين تحصلوا على عقود الامتياز.