حملة الحرث والبذر تبدأ لأول مرة في آجالها المثالية حقق فلاحو قسنطينة موسم حرث وبذر استثنائي بإنهائهم العملية في الآجال المثالية المحددة تقنيا و هي انطلاقة حسنة تبشر بموسم خصب إذا تواصل سير الموسم في أحسن الظروف. و قد تحققت أهداف الحرث والبذر بنسبة تلامس 100 بالمائة قبل نهاية منتصف شهر ديسمبر الجاري بعدما كانت في السنوات السابقة تصل إلى شهر جانفي. و أوضحت مصالح مديرية الفلاحة بقسنطينة ل " النصر " أن من عادة الفلاحين عدم الشروع في الحرث حتى تسقط أولى الأمطار، وهذا من شأنه تعريض العملية للتأخر إذا لم تسقط الأمطار أو إذا سقطت بشكل مكثف يجعل من المستحيل الدخول إلى المزارع و يحتم انتظار جفاف التربة الأمر الذي قد يستغرق مدة طويلة. و الأفضل في نظر تقنيي الفلاحة هو الشروع في عملية الحرث و البذر عندما يحين موعدها وهو في العادة منتصف نوفمبر بولاية قسنطينة حتى إذا سقطت الأمطار تكون مناسبة في نفس الوقت عدم تأخير العمل.الأهداف المسطرة بولاية قسنطينة هي زرع 65580 هكتار و قد تم تحقيق الهدف بنسبة تجاوزت 99 بالمائة و الملفت للإنتباه أنه من ضمن تلك المساحة تم إجراء الحرث العميق و معالجة الأرض بالأسمدة الفوسفاتية على مساحة 53250 هكتار. و معلوم أن الحرث العميق يعد أهم عامل في رفع مردودية الأرض. و ذلك لكون الحرث العميق يسمح ببقاء الأرض رطبة بما يساعد على تحلل الأسمدة الآزوتية التي تطول مدة تحللها إلى ما يربو عن ثلاثة أشهر مما يسمح للنبتة أن تستفيد أكثر من تلك المواد طيلة هذه المدة.و تذكر ذات المصادر أن جميع العوامل قد اجتمعت و سمحت بإنجاز عملية الزرع في أحسن الظروف ، و من ذلك الأحوال الجوية و الإستعدادت للموسم من تحضير للتربة و وفرة البذور و الأسمدة بفضل نجاعة الشباك الوحيد الذي يضم المصالح التي يحتاجها الفلاح وهي تعاونية الحبوب و البقول الجافة و بنك البدر والصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي . و بلغت نسبة تغطية الإحتياجات بالبذور 98 بالمائة بالنسبة لمختلف أنواع الحبوب. في حين بلغت فيما يخص مادتي القمح الصلب و القمح اللين نسبة 100 بالمائة. في حين أن العديد من الفلاحين احتفظوا ببذور الشعير الخاصة بهم من منتوجهم للموسم الماضي .و فيما يخص الأسمدة الآزوتية تم توزيع 108 آلاف و 684 قنطار. بمعنى أن تغطية الإحتياجات بلغت نسبة 90 بالمائة. وبلغت كمية البذور الموزعة 55368.5 قنطار من القمح الصلب و 23122.5 من القمح اللين و 3712.5 من الشعير و 806 قنطار من الخرطال . و بلغ عدد ملفات الفلاحين الذين أودعوا طلبات للحصول على القرض الرفيق 897 ملفا قبلت منها 885 ملفا. و مقابل هذا يوجد عدد هام من الفلاحين يفضلون التسديد النقدي المباشر و عدم اللجوء إلى القروض و قد وصل عددهم هذا الموسم إلى 1045 فلاح .و لم يبق من الإجراءات التي سيباشرها الفلاحون مستقبلا سوى التقدم للحصول على مبيدات الأعشاب الضارة التي يحددون عادة نوعيتها ابتداء من شهر جانفي وهي التي يختارونها بناء على نوعية الأعشاب الضارة التي يلاحظونها في حقولهم .أما بالنسبة للأهداف المسطرة فيما يخص منتوج الحبوب فإن مديرية الفلاحة تتوقع تحقيق مليون و 388 ألف قنطار. و كانت توقعات الموسم الماضي هي مليون و 310 آلاف قنطار و تم تجاوزها ليصل المنتوج إلى مليون و 446 ألف قنطار من الحبوب في جميع الأصناف.تجدر الإشارة إلى أن نخبة هامة من فلاحي ولاية قسنطينة متخصصين في إنتاج البذور الممتازة ، و قد بلغت المساحة المخصصة لإنتاج هذه البذور بالولاية 8000 هكتار. و يتم سنويا تلبية الإكتفاء الذاتي للولاية من البذور و توجيه الفائض إلى العديد من الولايات عبر الوطن بأجزاء من احتياجاتها من البذور.