كشف مدير المصالح الفلاحية خلال تصريح إعلامي، أنّ تعاونيات الحبوب بولاية تيارت استقبلت لحد الآن حوالي مليون قنطار من الحبوب على اختلاف أنواعها، وهذا من مجموع مليوني قنطار تم جنيها خلال حملة الحصاد لهذا الموسم الفلاحي. استقبلت ذات التعاونيات 755 ألف قنطار من محاصيل حبوب القمح الصلب، وهو ما يمثل حوالي 74 بالمائة من مجموع المحصول الذي تم إيداعه بمخازن تعاونيات الحبوب، كما تم استقبال ما يصل إلى 170 ألف قنطار من القمح اللين، و60ألف قنطار من الشعير، زيادة على ألفي قنطار من "الخرطال"، ورغم أنّ المحاصيل التي تم تحقيقها هذا الموسم والتي تقدر بحوالي 2 مليون قنطار من مختلف الحبوب تبقى بعيدة عما تطمح إليه ذات المصالح، وذلك مقارنة بما تم تحقيقه خلال الموسمين الفلاحيين الماضيين، أين قارب الإنتاج وقتها 4.5 مليون قنطار. من جانبهم، اعتبر القائمون على قطاع الفلاحة أنّ المحصول الذي تم بلوغه هذا الموسم إيجابي، وذلك بالنظر إلى العوامل الطبيعية المؤثرة التي عرفتها الولاية، ومنها الجفاف وعدم تساقط الأمطار خلال الفترات التي كانت البذور المزروعة تحتاج فيه إلى مياه الأمطار، نجم عنه تسجيل أضرار بتلك البذور عبر عديد المناطق التي تعتبر تربتها ساخنة لا سيما جنوب الولاية، وفي هذا الصدد سجلت أضرار بإقليم بلديتي «تخمارت» و«عين الحديد»، حيث قدرت نسبة تضرر تلك المناطق بحوالي 70 بالمائة، وكانت أكثر البذور تضررا تلك التي تخص إنتاج الشعير، وهو ما أثر بشكل كبير على المردود الفلاحي الذي عرف تراجعا واضحا هذا الموسم بالولاية، حيث سجل وقتها وجود حوالي 175 ألف هكتار من أصل 315 ألف هكتار من الأراضي المزروعة القابلة للحصاد، وهو ما يعني تضرر حوالي 140 ألف هكتار من تلك الأراضي المزروعة بفعل الجفاف التي عرفته الولاية، في أوقات كانت فيه تلك الأراضي بحاجة ماسة إلى مياه الأمطار كما سلف الذكر. في مقابل ذلك سجل على مستوى المناطق الشمالية عبر بلديات «مشرع الصفا»، «واد ليلي»، «الرحوية» و«الجيلالي بن عمار» تحقيق محاصيل جد إيجابية، رغم تضرر بعضها من عوامل أخرى منها الفطريات، حيث قدر معدل الإنتاج إجمالا بحوالي 11.5 قنطارات بالهكتار الواحد، وفي سياق مواز أوضح مدير المصالح الفلاحية أنه سيتم تخصيص 155ألف قنطار من المحاصيل لتحوّل إلى بذور معالجة، ومن المنتظر أن يتم زرعها خلال الموسم القادم، منها 100ألف قنطار من بذور القمح الصلب و40 ألف قنطار من بذور القمح اللين و18 ألف قنطار من الشعير، على أن يتم جلب كميات من بذور الشعير من ولايات أخرى من أجل توزيعها على الفلاحين بغرض إنجاح حملة البذر. إلى جانب ذلك، كشف مدير المصالح الفلاحية أنّ عمليات معالجة تلك البذور وتوزيعها على الفلاحين ستتم قبل بداية شهر أكتوبر المقبل، ومن خلال هذه المعطيات يتخوف مربو الماشية بالولاية والموّالون على السواء من مشكلة قلة العلف الخاص بالمواشي، خصوصا مع بداية الموسم الحالي، إذ يحتاج فلاحو الولاية إلى كميات كبيرة من الشعير المخصص كعلف للمواشي، وهو ما سيخلق أزمة لدى الموّالين إذا لم تتخذ الجهات الوصية إجراءاتها لمواجهة الظرف الحاصل، خصوصا وأنّ ولاية تيارت تمتلك ثروة حيوانية هامة لا سيما الأغنام والماعز والأبقار، كما أنها تحقق تقدما إيجابيا فيما يخص إنتاج الحليب، وهو ما معناه أنّ المحافظة على الثروة الحيوانية وتوفير الحليب واللحوم الحمراء التي تدعم السوق الوطنية تبقى بنسبة كبيرة من أولويات المسؤولين بالقطاع على مستوى أعلى السلطات.