خرج أمس العشرات من سكان بلدية بلعايبة 68 كلم شرق المسيلة إلى الشارع، وأقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 28 بالحجارة والمتاريس، ثم أضرموا النار في العجلات المطاطية، متسببين في خنق حركة المرور الكثيفة التي يشهدها ذات الطريق. المحتجون عبروا عن استيائهم العميق وعدم رضاهم على أداء رئيس البلدية وأعضاء مجلسه، واتهموهم بالعجز في أداء واجباتهم، وعدم تلبيتهم لنداء المواطنين ليلة السبت إلى الأحد، عندما تهاطلت كميات معتبرة من الأمطار الرعدية التي عرت حسبهم سياسة البريكولاج التي ما فتئ المجلس البلدي ينتهجها منذ مدة، حيث يؤكد المحتجون في هذا الصدد أن اهتراء التهيئة الحضرية وانعدامها في أغلب شوارع وأحياء البلدية كان سببا في ولوج مياه الأمطار بيوتهم، مسببة لهم الرعب، حيث وجدت العديد من العائلات نفسها مجبرة على مغادرة مساكنها وقضاء ليلتها في العراء. كما تحدث المحتجون عن جملة الانشغالات التي كانوا قد وجهوها للسلطات المحلية، خاصة المتعلقة بالتهيئة الحضرية وحماية المدينة من الفيضانات، لكنهم لم يلمسوا أي تجاوب، كما عبروا عن رفضهم لمحاورة رئيس البلدية الذي حاول في البداية تهدئة المحتجين الذين أقدموا على طرده رافضين التعامل معه، واتهمه البعض منهم بالاختفاء في تلك الليلة التي سقطت فيها كميات معتبرة من الأمطار، حيث كانوا في أمس الحاجة إلى مساعدة البلدية، خاصة من حيث توفير الجرافات للتحكم في فيضانات بعض الأودية النائمة، التي لم يتوقعوا عودتها للنشاط. وأشار مصدر مطلع في هذا الصدد، إلى أن عددا من المواطنين قاموا في وقت سابق بتشييد مساكنهم بطريقة فوضوية وفي أماكن ممنوعة وهي العائلات التي تضررت مساكنها وغمرتها المياه. المحتجون هددوا بتصعيد حركتهم الاحتجاجية إن لم تسارع السلطات المعنية في إعادة الحياة إلى بلدية بلعايبة من خلال تخصيص برامج مستعجلة لتهيئتها وإعطائها مكانتها اللائقة. من جهتها، تنقلت السلطات المحلية ممثلة في رئيس الدائرة وعدد من أعيان المنطقة الذين فتحوا حوارا مطولا مع المحتجين، وأقنعوهم بضرورة فتح الطريق أمام حركة السير ونقل انشغالاتهم ومطالبهم بالطرق السلمية الحضرية وهو ما امتثل له المحتجون.