قال رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، حسين بلوط، إن شبكات مافيا تهريب المرجان أحكمت قبضتها على السواحل الجزائرية بتواطؤ مع جهات وأشخاص جعلت من مدينة القالة عاصمة عالمية لنهب هذه المادة الثمينة، التي خسرت عشرات الأطنان منها بالرغم من عمليات الحجز التي قامت بها مختلف الأجهزة الأمنية منذ عام 2000 حتى الآن مكنت من حجز 10 أطنان، ناهيك عن تواصل عمليات نهب الرمال والتي جعلت الشريط الساحلي يفقد 35 كلم من هذه المادة. فتح رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، حسين بلوط، النار على بعض مديري الصيد البحري بالولايات الساحلية، كونهم يقدمون أرقاما مزيفة ومغلوطة لوزير القطاع، متهما في نفس الوقت بعض المسؤولين بالتواطؤ في نهب المرجان مع مختلق شبكات المافيا الإيطالية التي تستمر في استنزاف هذه الثروة محولة مدينة القالة إلى “عاصمة عالمية” له، ومكنت عمليات الحجز من استرجاع 10 أطنان منه منذ عام 2000 حتى الآن، وما تم تهريبه يفوق بكثير تلك الكميات المحجوزة إذا حسبناها بعملية حسابية تلك الكمية تضرب في خمسة مرات ما يعني أن 50 طنا هربت نحو الخارج على مدار 10 سنوات كاملة. وتحدث رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، في لقاء مع “الفجر”، بنبرة الغضب عما يحدث في قطاع الصيد البحري والوضعية التي آل إليها لاسيما تراجع إنتاج السمك بكل أنواعه وسجل نسبة 65 بالمائة أمام إغراق السوق بالسمك التونسي، حيث تقوم شبكات متخصصة في إدخال المنتوج التونسي إلى الجزائر. وقال المتحدث إن المرجان الجزائري مافتئ يسيل لعاب الأجانب “لاسيما الايطاليين الذين شكلوا مافيا محترفة في نهبه من السواحل الجزائرية بتواطؤ مع بعض المسؤولين ونحن نعرفهم وهم يعرفون أنفسهم وعلى دراية تامة بذلك” خاصة إذا علمنا أن سعر الكيلوغرام الواحد من المرجان وصل إلى 1200 أورو بعدما كان في وقت سابق 800 أورو أمام كثافة عمليات نهبه واستخراجه باستعمال تقنيات عديدة منها (صليب سانتودرس) باستعمال حديد السكك تعلق به شباك بطول 40 مترا وعرض 30 مترا وترمى في قاع البحر لتبدأ عملية الجر والتي من خلالها يتم اقتلاع المرجان بالرغم من أن نموه البطيء ب 2 ملم كل عام لم يمنع من أن تطاله عمليات النهب، كما تستعمل شبكات المافيا طريقة قوارب الصيد تتجمع في عرض البحر للتمويه بأن الأمر يتعلق بصيد السمك لكن العكس يحدث مع عمليات الغوص في الأعماق يقوم بها محترفون لاستخراج المرجان. في سياق آخر، كشف ذات المتحدث أن عصابات نهب الرمال جعلت من الشواطئ مكانا مفضلا لها بنهب الرمال وتغتنم هذا الشبكات الأعياد والمناسبات وعطل نهاية الأسبوع لتحميل الشاحنات بالرمال. وتشير الاحصائيات، حسب رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، حسين بلوط، إلى أن 300 متورط في قضايا نهب الرمال تم تقديمهم إلى العدالة.