جمع اللقاء الأدبي الذي احتضنته قاعة الأطلس، عشية أول أمس، بعض الفاعلين في الحقل الأدبي والسياسي للمناقشة والحوار حول المؤلف الجديد للسياسي والكاتب محمد بوعزارة، الذي صدر منذ حوالي أسبوع تحت عنوان ”من أجلكم”، وقام الإعلامي حميدة العياشي بالتقديم له. حضر الأمسية، التي نظّمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، شخصيات سياسية يتقدمها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم وبعض النواب والممثلين بالإضافة إلى الأسرة الإعلامية وعديد الناشطين في الحقل الثقافي الجزائري، حيث استهل اللقاء بافتتاحية مميزة للكاتب محمد بوعزارة رحّب فيها بالحضور وتحدث عن مشواره الأدبي وعن محاولاته الأولى مع الكتابة التي بدأها بكتابة القصة القصيرة وهو طفل صغير ثم أقلع عنها وعرّج إلى المسرحية الإذاعية التي جربها لبرهة وصولا إلى الشعر الذي لم يجد طريقه للنشر ما عدا بعض المحاولات التي نشرت في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، كما عرض أهم النقاط التي دفعته لإصدار كتابه السابع بعد العناوين السابقة التي أثرى بها الساحة الثقافية والسياسية الجزائرية، وأثنى الكاتب على اللقاء الذي سمح له بمناقشة مؤلفه أمام الجمهور؛ حيث قال إن مثل هذه الفضاءات الثقافية المفتوحة للتواصل والحوار تفتح المجال أمام القراء لمشاطرة الكاتب وجهات نظرهم على اعتبار أن الكتاب ملكا أيضا للقارئ يعيد قراءته ويراجع ما فيه من أفكار حتى لا يبقى الكتاب مجرد ديكور تزين به رفوف المكتبات. وأضاف أن الكتابة الحقيقية هي التي تتوجه إلى كل الشرائح وتخاطب كل العقول حتى أولئك الذين يخالفوننا الرأي لأننا لا نكتب لمن يتفق معنا وحسب. ليفتح المجال بعدها للكاتب والإعلامي أحميدة العياشي الذي قدم قراءته الخاصة للمؤلف الذي قال عنه إنه جمع بين فن الكتابة وحنكة السياسة وأن بوعزارة يعرف كيف يجمع تاريخه عندما تحدث عن الأغواط، كما قال إن الكتاب عرض رصيد التجربة الجزائرية التي قيست بمعناها الحقيقي وعبرت عن الوحدة الوطنية رغم كل ما يعترض هذا المصطلح من هموم وانشغالات، وأضاف أن الكاتب منخرط بالكامل في فهم ما يقدمه لقرائه رغم أنه يغلب عليه أحيانا الجانب السياسي، كما قال إن أعمال بوعزارة تسيطر عليها مرجعية نوفمبر وهو ما يتجلى من خلال قراءة ”من أجلكم” مما يسمح بظهور تسمية جديدة لبعض المثقفين وهي تسمية ”المثقف العضوي” المنتمي إلى تيار معين من التيارات الوطنية، مشيدا بدور النخبة المثقفة في تقدم الشعوب لأن هذه الأخيرة إذا افتقدت للقيادات الفكرية والثقافية والسياسية تحيد عن مسارها الصحيح، مشيرا من جهة أخرى إلى الإعلام الذي يزكي في بعض الأحيان المجال الانحرافي خاصة وأن تأثير الصحافة ليس بالكم ولكن بالمصداقية ودقة المعلومة. ولخّص العياشي تدخله بقوله إن بوعزارة من خلال مجموع أعماله يشكّل الجيل الجديد من الوطنيين بغض النظر عن الموروث القديم الذي حصر السياسي في دائرة منصبه القيادي، وقال إن الكاتب تحدث عن البراغماتية السياسية وأخذ بعين الاعتبار التطورات الجديدة الحاصلة في الساحة العربية معتبرا ذلك بمثابة حصانة للوطن من خلال تجديد الحريات ومن ثم تجديد الوطن.