انطلقت، أول أمس، احتفالات وعدة الولي الصالح سيدي لزرق والذي يقترن اسمه بالمنطقة، حيث يعيش سكان البلدية التي تبعد 37 كلم عن عاصمة الولاية غليزان أجواء احتفائية مميزة طبعتها رقصات الخيالة وعروض الفانتازيا، وسط إقبال كبير للزوار القادمين من مختلف ولايات القطر الجزائري، لا سيما الجهة الغربية لزيارة ضريح الولي الصالح الذي يعد واحدا من أبرز المتصوفين المجاهدين بمنطقة غليزان الذين ذاع صيتهم لما قدموه من تضحيات لخدمة الدين الاسلامى الحنيف ومحاربة فلول المستعمر الفرنسي الغاشم آنذاك. ومن أهم مزايا هذه التظاهرة، التي تشرف عليها قبائل عروش فليتة الخمسة والعشرون التي تتكفل خلال إقامة هذه الوعدة على نصب الخيام، وهو المكان المخصص لتلاقي جموع المواطنين جاءوا من كل صوب وحدب ناهيك عن الفضاءات الروحية من حلقات ذكر القرآن الكريم والأدعية تصور الحياة القديمة للمنطقة، تلك المشاهد الرائعة التي تسودها أجواء التكافل الاجتماعي وإصلاح ذات البين وفضاءات سياحية تنتعش فيها تجارة بعض الفواكه الموسمية على غرار الرمان، الخروب والتين المجفف أو كما تسمى بالشريحة وعرض لشتى الأواني والملابس التقليدية. كما تنتشر فرق الخيالة عبر أرجاء المنطقة لإمتاع الحاضرين بطلقات البارود، بالإضافة إلى فرق الديوان التي تتخذ من أحياء وأزقة البلدية الفتية مسرحا لإمتاع الزائرين وحتى السكان الأصليين. وفي ذات السياق، أكد مسؤولو البلدية بأنه تم توفير كل الشروط لإنجاح هذا العرس باستقبال الضيوف المتوافدين التي جهزت العدة من صهاريج المياه وإقامة الخيم وتنظيف المحيط بالإضافة إلى تسخير أعوان يقومون بتوجيه وتنظيم حركة السيارات وسط الساحات المخصصة وكذا إطعامهم، كما تسهر الأجهزة الأمنية من رجال الدرك والشرطة على أمن وسلامة الزوار، لا سيما على مستوى الطريق المؤدي لضريح الولي الصالح سيدي لزرق.