قرر المجلس الوطني الانتقالي الليبي الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في الخارج في الثاني من شهر أكتوبر الجاري كسلطة شرعية وحيدة ممثلة عن الشعب السوري، وإغلاق السفارة السورية في العاصمة الليبية طرابلس. وأعلن عضو المجلس الانتقالي الليبي موسى الكوني في مؤتمر صحافي مقتضب أن المجلس الليبي قرر كذلك اغلاق السفارة السورية في العاصمة الليبية طرابلس. وأضاف أن “اعترافنا بهذا المجلس هو اعتراف بثورة الشعب السوري، فكما عانى الشعب الليبي فإن معاناة الشعب السوري مماثلة، هناك رئيس في سوريا يقتل شعبه، وهذه الدولة “سوريا” تمارس الإرهاب، وقد دعمت في السابق القذافي، ونحن كثوار ليببيين ذقنا الأمرين من نظام مشابه، ومررنا بازمة الاعتراف”.وبهذا الاعتراف فإن ليبيا تكون أول دولة تعترف بالمجلس الوطني السوري بالرغم من التهديدات التي أطلقها وزير الخارجية السورية وليد المعلم من أن بلاده ستتخذ إجراءات مشددة ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري غير أنه لم يحدد ما هي طبيعة تلك الإجراءات. ومن جهة أخرى قال أندريس فوغ راسموسين، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الحلف يعتزم البقاء في ليبيا طالما بقيت التهديدات التي تواجه السكان المدنيين. وصرح راسموسين في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروماني تيودور باكونشي قائلا: “نحن في ليبيا لحماية المدنيين من الهجمات، ونعتزم المحافظة على انتشارنا هناك مهما طال الوقت حتى نتأكد من عدم وجود تهديدات تواجه المدنيين”. بيد أن الأمين العام للناتو قال إن مهمة الحلف في ليبيا توشك على الانتهاء، وأن الناتو مستعد لإنهاء عملياته هناك بمجرد أن يتطلب الوضع الميداني هذا. وتوجه راسموسين إلى بوخارست لحضور الدورة السنوية ال 57 للمؤتمر البرلماني للناتو والتي تعقد في الفترة بين 7 و10 أكتوبر الجاري. كما التقى أثناء زيارته الرئيس الروماني ترايان باسيسكو ورئيس مجلس الشيوخ ميرسيا جيوانا ورئيسة مجلس النواب روبرتا أناستاسي ووزير الدفاع الوطني غابريل أوبرا. ومن جهة أخرى أعرب قائد الحملة الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على لبيبا الجنرال الأمريكي رالف جوديس الثاني عن تفاجؤ الحلف من الشراسة والتصميم التي يظهرها الموالون للعقيد معمر القذافي في مدينتيّ سرت وبني وليد. وقال جوديس في مقابلة مع صحيفة (نيويورك تايمز) نشرت الثلاثاء “من المثير جداً كم هم مصممون وشرسون” وأضاف “فوجئنا جميعنا من تماسك القوات الموالية للقذافي، وفي هذه المرحلة لا يرون سبيلاً للخروج”. وأشار إلى أن قوات القذافي في سرت وبن وليد تستغل الطابع المدني لتصعيب مهمة الناتو المتعلقة بحماية المدنيين، وقد انتشر فيهما القناصة والمسلحون الذين يرعبون السكان ويقومون بأعمال قتل وتخويف. وكانت قوات المجلس الوطني الانتقالي قد أعلنت اقترابها من السيطرة على سرت، مسقط رأس القذافي، فيما قال مسؤول في الناتو إنه لا يمكنه التأثير كثيراً في القتال داخل المدينة “والقتال الآن هو فعلاً بين القوات البرية”. وقال جوديس إن “الناتو سيستمر في المهمة بليبيا قدر الحاجة ولكن ليس أكثر من ذلك”. ويشار إلى أن الثوار كانوا أكدوا سيطرتهم على جامعة سرت وأكبر مجمع للمؤتمرات الدولية فيها والمعروف باسم قاعات واغادوغو والذي يقع على مقربة من وسط المدينة، فيما سيطروا على أحد أكبر المنتجعات السكنية الخاصة بالقذافي وكبار حاشيته.