في أول تطور نوعي لعلاقة القاهرة - ما بعد الثورة- مع القضايا العربية المشتعلة، أعلن أمس بالعاصمة المصرية عن زيارة وفد رفيع المستوى من قيادات المجلس الوطني السوري (المعارض) برئاسة الدكتور برهان غليون، الناطق الرسمي بإسم المجلس، والذي يُتوقع بشكل كبير اختياره رئيساً للمجلس· ويسعى الوفد السوري إلى نيل الاعتراف به من جانب القيادة المصرية، ومن ثم افتتاح المكتب الرئيسى للمجلس بالقاهرة، في حال موافقة القيادة المصرية على ذلك، ونقل جميع النشاطات إلى القاهر ة. مما يعتبر طفرة نوعية في تعاطي مصر مع الثورات العربية، سيما بعد نجاح الثورة المصرية في اسقاط النظام الذي حكم البلاد لأكثر من 6 عقود. وحسب معلومات حصلت عليها ''الجزائر نيوز'' فإن وفد المجلس الانتقالي السوري يصل مساء السبت، إلى القاهرة في زيارة تستغرق عدة أيام، تجرى خلالها الانتخابات الداخلية للمجلس وتشكيل اللجان، كما يلتقي وفد المجلس عدداً من القوى السياسية المصرية وشباب الثورة، والأحزاب على رأسها حزب الوفد، الذي أعلن في وقت سابق عن دعمه للمجلس الوطني، وحزب المصريين الأحرار الذي اعترف بالمجلس ممثلاً شرعيا للشعب السوري. كما يسعى وفد المجلس إلى لقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال هذه الزيارة إلى القاهرة، إلا أن المجلس حتى الآن لم يستلم الرد النهائي من الجامعة التي أكدت أن بابها مفتوح للجميع، كما استبعد العديد من المعارضين السوريين والسياسيين أن تتم الموافقة على الزيارة نظراً لما قد تسببه من اصطدام جديد بين الجامعة العربية والنظام السوري، خاصة بعد أن أرجأ النظام السوري الزيارة الأخيرة لأمين عام الجامعة لسوريا بعد استقبال العربي عدداً من الناشطين والمعارضين السوريين· في حين أكدت مصادر سورية بالقاهرة ل ''الجزائر نيوز'' أن هناك تحركا حثيثاً لمجموعة من المعارضة السورية الموجودة في مصر، للإعداد وإعلان ما سموها حركة ''الكرامة'' السورية، والتي ستكون نواة لحزب الكرامة السوري عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبذلك تصبح الجالية السورية بالقاهرة منقسمة على نفسها في مجموعات وهي مجموعة ''تنسيقية الثورة السورية في مصر''، ومجموعة ''اتحاد الأحرار السوريين''، ومجموعة ''حركة الكرامة''، ومجموعة ''المؤيدين للمجلس الوطني''، ومجموعة ''المستقلين''، التي تعمل وتشارك مع الجميع· في حين تجري -حسب مصادرنا - جهوداً حثيثة الأن لإثناء مجموعة الكرامة بعدم الإعلان عن نفسها في هذه الأيام التي ستشهد ولادة المجلس الوطني بصفة رسمية، والذي من المفترض أن يعمل على توحيد صفوف المعارضة السورية في الخارج ولملمة صفوفها، بالإضافة إلى أنه لو تم الإعلان عن الحركة ''الكرامة''، فسيكون ذلك في نفس الأسبوع الذي سيعلن فيه المجلس، ومن نفس العاصمة ''القاهرة''· وكانت وجوه كثيرة من المعارضة السورية قد دعت القاهرة إلى لعب دور ينسجم مع الروح التي ارستها ثورة 25 يناير المصرية، وعدم ترك المعارضة السورية تعقد تحالفاتها مع أنقرة التي أبدت استعدادها لإستضافة مقر ''المجلس الوطني السوري''، سيما مع تنامي الدور التركي في المنطقة العربية. وفي حال نجاح المجلس الانتقالي السوري في اقناع القيادة المصرية في نقل مقره للقاهرة فإن ذلك سيعد أهم موقف ''للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية'' الحاكم تجاه الثورات العربية وبعد تحفظه على الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي حتى سقوط طرابلس في أيدي الثوار الليبين.