الأمم المتحدة تتحدث عن أكثر من 3000 قتيل وتحذر من حرب أهلية دعت بلدان مجلس التعاون الخليجي الى اجتماع للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يخصص لمناقشة استمرار الاوضاع المتردية في سوريا، في خطوة تعيد الى الأذهان إمكانية تكرار السيناريو الليبي مع دمشق حينما طالبت دول الخليج الجامعة بالدعوة الى فرض الحظر الجوي على ليبيا وهو ما تبنته الجامعة العربية وطلبت من مجلس الأمن الدولي التدخل في ليبيا. مرة أخرى، تدعو دول الخليج الجامعة العربية للاجتماع حول الاوضاع في سوريا، ما يطرح عدة تساؤلات حول طبيعة الاجراءات التي قد يطالب بها المجلس الجامعة وهل سيطلب من الجامعة العربية دعوة مجلس الامن لفرض الحظر الجوي على سوريا مثلما حدث في ليبيا قبل أشهر. يأتي ذلك بعد تلميح قطري بالاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري، حيث قال أمير قطر الاسبوع الماضي تعليقا على إعلان المعارضة السورية عن المجلس الانتقالي، إنها خطوة تصب في مصلحة سوريا. وقد أوضح مجلس التعاون الخليجي - حسب فرانس برس - أن الاجتماع الوزاري العربي المرتقب سيناقش “الاوضاع بالغة السوء وخاصة الوضع الانساني في سوريا ودراسة السبل والاجراءات الكفيلة بحقن الدماء ووقف آلة العنف”. ولم يحدد البيان موعد الاجتماع ولا طبيعة التدابير المطروحة لوقف العنف في سوريا. وكان وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا اجتماعا في 13 سبتمبر في القاهرة، اكتفوا آنذاك بدعوة السلطات السورية الى “الوقف الفوري لإراقة الدماء”. ويتزامن هذا التطور العربي مع تحذير الاممالمتحدة من حرب أهلية في سوريا حيث حذرت نافي بيلاي، مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان، أمس الجمعة، من أن “القمع القاسي” للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا قد يدفع البلاد الى “حرب أهلية شاملة“. وقالت أيضا في بيان إن عدد القتلى في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في مارس تجاوز 3000 بينهم ما لا يقل عن 187 طفل، ولقي مئة شخص على الأقل حتفهم في الأيام العشرة الأخيرة فقط. وقالت بيلاي “المسؤولية تقع على كل أعضاء المجتمع الدولي للقيام بتحرك للحماية بطريقة جماعية قبل أن يدفع القمع القاسي وعمليات القتل البلاد الى حرب أهلية شاملة”. وأضافت “مع رفض المزيد من أفراد الجيش مهاجمة المدنيين وتحول ولائهم، تكشف الازمة بالفعل عن علامات تدعو للقلق من انزلاقها الى صراع مسلح”. وردا على سؤال حول التحرك الدولي الذي ينبغي اتخاذه، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم بيلاي في إفادة صحفية “من الواضح أن القرار يرجع الى الدول. ما تم عمله حتى الآن لا يحقق نتائج ومازال الناس يقتلون كل يوم بشكل فعلي”. وبسؤاله عن شن عمل عسكري أجنبي مثلما حدث مع ليبيا للاطاحة بزعيمها معمر القذافي، قال كولفيل “هذا قرار يبت فيه مجلس الأمن”.