كذبة مفضوحة تلك التي بدأت تروج لها أمريكا وحليفتها المملكة السعودية، عندما اتهمت إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، فكلاهما يبحث عن سبب مقبول ليوجه ضربة إلى إيران، الضربة التي كان البلدان يخططان لها منذ فترة، فبعد أن خابت آمالهما في إثبات حيازة إيران للسلاح النووي، ها هي أمريكا تخلق الحجة لتبرر اعتداءها على طهران. مع أن النظام الإيراني لا يستحق أن يدافع عنه لما يتصف به من انتهاك لحقوق الإنسان والحريات، وللفساد المستشري، آخره الانتخابات الرئاسية المزورة التي ثار ضدها الشارع الإيراني ومازال لم يهدأ حتى الآن، ونظرا لما يقترفه من مجازر يوميا في حق الأقليات الدينية الأخرى، إلا أن ما تخطط له أمريكا وحليفتها السعودية لا يبشر بالخير، وربما بدأت نبوءة ساركوزي تتحقق، ألم يسر ساركوزي لعبد الجليل في اجتماع باريس بأن الدور المقبل على الجزائر بعد سنة وعلى إيران بعد ثلاث سنوات؟ بل إن أمريكا تريد بذلك الإسراع بخلط الأوراق في إيران. لا أعتقد أن الإيرانيين بهذا الغباء، خاصة وأن كل الأنظار موجهة إليها بسبب مفاعل أبو شهر، ثم إن العداء السعودي لإيران معروف وقديم وقد سبق وأن مولت حروب صدام ضد الجمهورية الإسلامية لسنوات، حروب خرج فيها الطرفان مهزومين، إيران لما لحقها من أضرار في شبابها ومنشآتها، والعراق التي بعد أن أضعفت إيران تخلصت منها أمريكا والسعودية بأبشع الطرق بعد أن قادت من مكانهما الحرب على جمهورية الخميني، ثم لماذا تستهدف السفير السعودي في واشنطن ولا تستهدف سفراء آل سعود في دول أخرى، وإن كانت إيران تريد شرا للسعودية فلماذا تذهب حتى أمريكا لتقوم باعتداء ضدها؟ مضحك أمر أمريكا وحليفتها التي تدعي أنها رمز التقوى والدين، فكيف لها أن تكذب كذبا مفضوحا بهذا الحجم؟! ها هو أوباما يخذل الجميع؛ أمريكيين وعرب، ولا يختلف في شيء عن سلفه بوش، يضمر العداء ويتآمر ويقود الحروب على الغير من غير مبرر، وهو الذي وعد الأمريكيين والعالم بالسلام، ووشح صدره بجائزة نوبل للسلام، فإذا به يكذب ويهدد ويواصل حروب أمريكا في العالم، مثله مثل أي رئيس أبيض آخر. النظام الإيراني لا يستحق أن يدافع عنه لما فيه من مساوئ، لكن لا السعودية ولا أمريكا أفضل وأنبل، وليترك الشعب الإيراني يحل مشاكله مع نظامه بنفسه.