انتفاضة العشرات من حي “الكاستور” بسبب الكهرباء، الغاز والماء تعرض رئيس المجلس الشعبي لبلدية عين مليلة، إسماعيل أونيس،مساء أول أمس، لإصابات وصفتها مصادر أمنية وطبية محلية موثوقة ل”الفجر” بأنها بليغة في الوجه والرأس، ليتم نقله على جناح السرعة إلى إحدى العيادات الطبية الخاصة لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم. عملية الاعتداء هذه التي تعرض لها رئيس بلدية عين مليلة، جاءت في أعقاب نزوله الميداني لتهدئة مواطني حي الكاستور الغاضبين، والذين قاموا مساء أول أمس بالاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي والغاز الطبيعي والمياه الصالحة للشرب عن منازلهم ليومين متتاليين، وهو الأمر الذي جعلهم يثورون ويقدمون على غلق الطريق الوطني الرابط بين عين مليلة وقسنطينة لعدة ساعات، وقطع بعض الطرق الفرعية والبلدية كالطريق البلدي الرابط بين عين مليلة وأولاد قاسم باستعمال الحجارة والقضبان الحديدية وإضرام النار في العجلات المطاطية المستعملة. كما أقدم المحتجون على محاولة حرق مقر بريد الجزائر، وشركة سونلغاز، والجزائرية للمياه، ولولا تدخل قوات الأمن المدعمة بوحدات من الدرك الوطني والحماية المدنية لحدثت الكارثة. وأمام هذا التدهور الخطير في الأوضاع الأمنية وسط غليان شعبي كبير، حيث امتدت موجة الغضب والاحتجاج لتمس عدة شوارع وأحياء رئيسية بالمدينة، اضطر رئيس بلدية عين مليلة للنزول إلى الميدان في محاولة منه لثني جموع المواطنين الغاضبين عن قطع الطرق والحرق والتخريب والتدمير، والتهدئة من روعهم، لكن المواطنين الغاضبين بمجرد ما شاهدوا “مير” البلدية قادما باتجاههم انهالوا عليه بوابل من الحجارة والقارورات البلاستيكية وحتى أكوام الزبالة إلى جانب شتمه وسبه ونعته بأبشع الأوصاف، ليسارع في ظل هذا الغضب الشعبي العارم إلى امتطاء سيارته الرسمية التي تعرضت هي الأخرى لرشق وقذف بالحجارة، وما هي إلا لحظات حتى غاب موكبه الرسمي عن الأنظار. ولم تتمكن مصالح الأمن المشتركة من تفريق جموع المحتجين إلا في ساعة متأخرة من يوم السبت، وبعد تدخل الجهات المعنية التي سارعت إلى إعادة التيار الكهربائي والغاز الطبيعي والمياه إلى منازل حي الكاستور.