شهد أمس محيط مقر ولاية عنابة تعزيزات أمنية مشددة، حيث تم تطويق المكان من خلال تنصيب عناصر إضافية للشرطة تحسبا لأي طارئ، أو انفلات أمني. وجاء تحرك المصالح الأمنية على خلفية الغليان الشعبي وتهديدات سكان بوخضرة بتصعيد الوضع وتفجيره بالمنطقة. وقد تطورت الأوضاع بعد أن دخل سكان الأكواخ القصديرية بمنطقة بوخضرة في اشتباكات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب، تنديدا بتأخر دائرة البوني في الإفراج عن القائمة الاسمية الخاصة بالسكنات ذات الطابع الاجتماعي. وقد طالب المحتجون بضرورة تدخل الوالي للنظر في القضية قبل انزلاق الوضع، متهمين رئيس الدائرة و”المير” بالتواطؤ مع بعض المنتخبين المحليين في التأخر عن تعليق القائمة الاسمية والتي ستحمل أسماء لأبناء البرلمانيين ومعارف المير، حسبما يتوقعه بعض المحتجين من سكان البناءات الهشة ببوخضرة. ولم يغفل السكان التعبير عن معاناتهم مع القصدير خلال فصل الصيف، واشتدادها خلال الشتاء حيث تصبح أكثر قساوة، خاصة أن أغلب العائلات تقطن سكنات هشة لا تقي من البرد، لأن منطقة بوخضرة تتميز بتضاريسها القاسية. وفي سياق آخر، طالب أمس سكان سيدي عيسى بفتح تحقيقا في قائمة السكنات الاجتماعية التي تم توزيعها الإثنين الماضي على أشخاص من خارج المنطقة. نفس الأوضاع تعرفها منطقة العبور سيدي حرب، والتي مازال سكانها يترددون على مقر الولاية من أجل الإسراع في عملية الإفراج عن القائمة الاسمية، قبل تطور الاحتجاجات. وأمام هذه الأوضاع المكهربة، تبقى عنابة على صفيح ساخن لأن ملف السكنات الاجتماعية قد فجر الوضع وحول المنطقة إلى رقعة لا تعرف الاستقرار.